لاعبو الإنتر القدامى يواصلون مطاردة الميلان

ألبرتو تشيروتي

TT

بعد تسجيل باتزيني ثنائية جعلت الميلان يحتل المركز الثالث على حساب لاتسيو، تمكن بالاسيو من قلب نتيجة مباراة كاتانيا لصالح الإنتر ليصبح بفارق نقطة واحدة أقل من الميلان في المركز الرابع. وقد كثف الإنتر جهوده لمحاولة اللحاق بغريمه التقليدي في سباق المركز الثالث ولانتزاع التذكرة الأخيرة للمشاركة في دوري الأبطال، من دون إغفال خصمه لاتسيو بنفس حصيلة النقاط، وفيورنتينا الذي استعاد نغمة الفوز أمام كييفو ليبقى بفارق ثلاث نقاط على الميلان، وكذلك روما الذي أصبح بفارق خمس نقاط على المركز الثالث بالفوز الأخير على جنوا.

ولا يزال كل شيء وارد الحدوث في المباريات الـ11 المتبقية على انتهاء الموسم الحالي، لأن كرة القدم الإيطالية لا تتوقف عن إذهال الجميع كما رأينا أول من أمس، حينما كان الإنتر متأخرا بهدفين في الشوط الأول الذي لم يكن جديرا بالمشاهدة، كما كاد فيورنتينا يتراجع للمركز السابع ليخسر حتى فرصة المشاركة في الدوري الأوروبي. ومع الإنتر لا يمكن الجزم بشيء، لأنه القادر على قهر يوفنتوس في عقر داره وقطع سلسلة التألق بعدم الهزيمة، كما أنه الذي سقط أمام سيينا.

وتعثر الإنتر بالفعل، لكنه لم يغرق، فكما نجح في تحقيق التعادل في الديربي وتجنب الابتعاد عن أولاد عمومته بفارق أربع نقاط، تمكن من أن يقدم أداء أسوأ أمام كاتانيا في الشوط الأول، ثم تعديل مساره بأداء أفضل وقلب النتيجة لصالحه. وكما لو كان فريق ستراماتشوني لم يتم استدعاؤه لخوض المباراة في صقلية، لتضامنه اللاإرادي مع كاسانو الذي تشاجر مع المدرب ولم يتم استدعاؤه، بدأ الفريق اللعب بعد بداية الشوط الثاني مستيقظا على صد هاندانوفيتش الحاسم للهدف الثالث للخصم، وتولى بالاسيو المدهش قلب نتيجة المباراة، مع شخصية ستانكوفيتش القوية، وهما الدواء الذي لجأ إليه المدرب ليصلح أخطاءه في البداية. فإذا غاب ميليتو وكاسانو، فما فائدة الدفع باللاعب روكي وترك بالاسيو خارج الملعب؟ وبشكل عام أكثر، ما قيمة تجديد الثقة بكوزمانوفيتش بعد تألق سكيلوتو في الديربي، مع الاحتفاظ بصاحب الموهبة الشابة كوفازيتش على مقعد البدلاء، رغم أن ستراماتشوني كان يريده لتحسين خط الوسط؟ مع عدم التطرق إلى مسألة التخلي عن لاعبين شباب آخرين موهوبين مثل ليفايا الذي يلعب على سبيل الإعارة الآن في أتلانتا، وزميله بيناسي.

وبما أن المباراة تستغرق 90 دقيقة، بل أكثر، من المنصف في النهاية أن نذكر أفضال الإنتر الذي فاز على كاتانيا، مثلما فعل الفريقان «الكبيران» الآخران، ولكن من دون مساعدة السيدة العجوز والميلان الصغيرة التي سهلت الأمر بطرد باريينتوس حينما كان فريقه متراجعا بهدف. وعلى أي حال، لفوز الإنتر الأخير ثقل كبير على الصعيد الفني والنفسي، نظرا لأن الإنتر لم يحول تراجعه بهدفين إلى فوز من قبل في هذا الموسم، ولم ينجح في تحقيق الفوز خارج أرضه في الدوري الإيطالي بعد الفوز الأخير على اليوفي (3 - 1)، حيث خسر 6 مرات وتعادل مرة واحدة فقط على ملعب روما. وإذا انتهت أسوأ الفرضيات سنعلم هذا قريبا، في ظل غياب هاندانوفيتش عن مباراة بولونيا المقبلة بسبب الإيقاف، وفي مباراة سمبدوريا الخارجية التالية عشية عيد الفصح، ثم مواجهة يوفنتوس في الجولة الثلاثين. وفي هذه الأثناء، سنعرف ما إذا كان الإنتر، رغم أدائه غير المستقر، لا يزال يركض نحو المركز الثالث، وهذا يرجع إلى النواة الصلبة في الفريق منذ ثلاثة أعوام مضت عقب تعرضه لهزيمة مقلقة أمام كاتانيا التي كانت أساسا للتحول الإيجابي في دوري الأبطال أمام تشيلسي. وفي ظل وجود كيفو وزانيتي منذ البداية، وانطلاق ستانكوفيتش وكامبياسو من على مقعد البدلاء بشكل حاسم في الهدف الأخير، ينقذ لاعبو الإنتر القدامى فريقهم من الهزيمة أمام كاتانيا وينطلقون لتحدي شباب الميلان في نزاع المركز الثالث.