اليوفي يثير فضول الفرق الأوروبية واحترامها

أنطونيو دي روزا

TT

لا يوجد ما يسمي «الكمال» في أي ملعب. ويميل المرء إلى الوصول إليه لكنه يقترب منه في مرات قليلة. وهنا نجد اليوفي يقوم بعمل الاستثناءات أيضا؛ حيث إنه متصدر الدوري الإيطالي بفارق ست نقاط (وهي سبع نقاط إذا أخذنا في الاعتبار المواجهات المباشرة أمام نابولي بقيادة ماتزاري)، وتأهل إلى ربع نهائي دوري الأبطال، وهو الفائز بالفعل بكأس السوبر الإيطالية.

يذكر أن شباكه لم تتلق أي أهداف في البطولة الأوروبية كما كانت في الموسم الماضي في الدوري الإيطالي. فلم يدخل مرماه هدف منذ 490 دقيقة. وتجاوز تشيلسي، البطل الذي خرج من البطولة، وشاختار دونستك ونوردسيالاند وسلتيك غلاسكو بخمسة أهداف دون أن تتلق شباكه أية أهداف. ولا نعرف أين سيمكنه الوصول.

ولا يمتلك فريق السيدة العجوز كثيرا من اللاعبين الأفذاذ (فهم فقط لاعب الوسط البارع بيرلو وحارس المرمى المخضرم بوفون)، لكن بالتحديد يمتلك لعبا جماعيا مؤثرا للغاية. فلا يهم من هو اللاعب الذي ينزل إلى أرض الملعب، المهم هو عمل الفريق مع بعضه البعض. ولننظر إلى الهجوم. فلا يوجد على الإطلاق نفس الثنائي. ويذكر أن ماتري وكوالياريلا لا يلعبان مع بعضهما البعض منذ شهر يناير (كانون الثاني) في العام الماضي لكن كليهما سجل أهدافا أمام سلتيك على ملعب اليوفي. ومهاجم الجبل الأسود فوتسينيتش والشاب جيوفينكو هما من يدفع بهما كونتي بشكل متكرر كثيرا. وفقط بيندتنر نفسه بين الإصابات وإدمان الكحول.

ويتدرب أنيلكا لكي يكون على قدر الفريق. ونحن على قناعة أن كونتي سيجعله يلعب عندما يستوعب كافة طرق اللعب. وعادة، يحدث في اليوفي عكس ما نراه في الفرق الأخرى. حيث يصل لاعب جديد إلى صفوف الفريق ولا يلعب عندما لا يكون غير مستعد. وهذا هو منطق المدير الفني ليوفنتوس القاطع والجاد والواقعي.

ولا أتحدث عن دفاع الفريق، لكن العمود الفقري هو بارزالي. وكانوا يعتبرونه منتهيا أو متراجعا في الأداء وعلى العكس حطم كل هذه المفاهيم وترشح لكي يحصل على لقب (الجدار) محل صامويل.

ويعتبر كونتي مدير كل هذا. ولم يغير الجانب الفني لأنه يمتلك أفكارا واضحة للغاية فيما ينبغي القيام به. وهو يؤكد على أن الفريق والمدير الفني ليس لديهما خبرة في دوري الأبطال. وفاز كونتي، لاعبا، بكل شيء ولعب مباريات كثيرة للغاية على مستوى عال للغاية. إذن، إنها أمور رآها وعاشها. وتولي مقعد تدريب فريق يعتبر شيئا مختلفا. حيث ينبغي على المدرب إدارة الفريق والاندماج مع أفكار لاعبيه وجعلهم يشعرون بمدى أهميتهم، خاصة عندما يقوم باتخاذ القرارات ويكون مجبرا على ترك بعض اللاعبين في الخارج. ولم يكن صدفة أن المدير الفني يواصل التأكيد على أن الفريق ينبغي عليه أن يكون مستعدا لأنه في حاجة إلى كل الطاقات.

وغير كونتي طريقته نفسها أيضا. حيث أصبح المدرب أكثر هدوءا على مقعد التدريب (فلا أحد يمكن أن يلومه على إيماءة وليدة العشق) وأكثر توازنا أمام ميكروفونات الصحافة أمام المنافسين والمراقبين وحكام المباريات، وهذا أيضا عندما لا تسير الأمور على ما يرام. وأدرك أيضا أنه ينبغي عليه أن يتخلص من تلك التصرفات العصبية (ولننظر إلى مباراة جنوا) التي تضر بصورته. والآن ترتسم على وجهه ابتسامات عريضة أمام الكاميرات. وبات الوجه المظلم شيئا من الماضي.

ويمكن القول إن كونتي مقدر له كل هذا مسبقا لأنه درس كثيرا وتعلم من مدربيه السابقين (جوفاني تراباتوني وليبي وأريغو ساكي وزوف وأنشيلوتي) وشيد في وقت قليل للغاية فريقا قادرا على المنافسة والفوز. وتصريحات بوفون تدل على ذلك حيث قال: «منذ 16 شهرا أتينا من المركز السابع في دوري الدرجة الأولى الإيطالي. ثم، وصل مدرب فسر لنا ما الذي ينبغي علينا فعله لكي نحاول تحقيق الفوز. وها نحن». وإذا لم يكن اليوفي فريقا مثاليا، فينقصه القليل لكي يكون على هذا النحو. وفي أوروبا يشاهدونه باحترام وفضول.