بوغبا يقود دفة اليوفي في ظل غفوة زملائه

أندريا سكيانكي

TT

علاوة على حاجة اليوفي إلى مهاجم عبقري، يحتاج ببساطة إلى لاعب متمكن، أو بالأحرى إلى لاعب يمتلك مهارة عادية، وعلينا أن نقر بحقيقة أن المدرب أنطونيو كونتي يقوم بتناوب الأدوار بين مهاجمين ليسوا على مستوى الموقف الراهن (بين ثنائي فوتسينيتش - جوفينكو وكوالياريلا - ماتري). وهذا ما يظهره أداء مهاجمي اليوفي في مباراة كاتانيا الماضية، وفي المباريات السابقة لها أيضا. وبعيدا عن عبارة «ساعد الفريق واضغط واركض»، يطلب من المهاجم أن يهز شباك الخصم بتسجيل هدف، مع حل المواقف المعقدة في منطقة الجزاء. وعلى العكس، لا يقوم مهاجمو اليوفي الأربعة بأي شيء مما سبق ذكره. فإذا لم يسجل اليوفي حتى بداية الشوط الثاني فإن ذلك يعزى إلى غياب الإبداع وومضات العبقرية الخاطفة في الهجوم. وفي ظل الاستحواذ على الكرة بنسبة 62,8 في المائة، وبالتالي فرض سيطرة كبيرة على اللعب، نرى رؤوس حربة اليوفي متألقين مرات قليلة جدا في الملعب، حيث ركل مهاجم الجبل الأسود ميركو فوتسينيتش أربع تسديدات (اثنتان خارج الملعب ومثلهما في المرمى)، بينما لم يركل جوفينكو أية تسديدات، وكوالياريلا ركل اثنتين، وماتري تسديدة واحدة فقط. وبالتالي، لافتتاح التسجيل يلجأ اليوفي للاستعانة بلاعبي الوسط أملا في أن يحالفهم التوفيق، نظرا لأن التماس الضوء من قمر بيرلو وماركيزيو ليس متاحا دائما، ولكن لحسن حظ اليوفي هناك بوغبا الذي يتولى قيادة دفة الفريق بأمان، في ظل غياب تألق زملائه في الملعب.

ويتميز لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا، الذي سيكمل 20 عاما بعد بضعة أيام، بشخصية قوية وقوة بدنية ومهارة فنية ورؤية واضحة للعب. وأمام كاتانيا، باستثناء الكرة التي وضعت في قلب الملعب من أجل تدخل جياكيرني، يترك بوغبا بصمة مميزة، بلمس الكرة 86 مرة وركل 44 تمريرة، مع ارتكاب ستة أخطاء فقط، وركل تسديدتين إيجابيتين، والفوز بثلاثة احتكاكات، وصنع خمس مراوغات ناجحة بالكرة. فماذا تعني هذه الأرقام؟ تعني أن الفرنسي، حتى وإن كان يتحرك في منطقة مزدحمة في الملعب، لا يخشى تحمل المسؤولية وتحدي الخصم والتغلب عليه. وهو ليس سريعا كالصاعقة، لأنه لا يزال يحتاج إلى العمل على سرعة تغيير خطوته، وبالنظر إلى بنيته القوية من الصعب النجاح في التحرك بخفة في الملعب. على أي حال، لا تذكر هذه النقطة الصغيرة أمام كفاءة الفرنسي الكبيرة التي أظهرها حتى الآن في الملعب.

وعلى الجانب الآخر، نجح كاتانيا في كبح جماح اليوفي حتى نهاية المباراة تقريبا، واعتمد بشكل تام على صلابة خط الوسط. ودافع عن نفسه بإغلاق المساحات جيدا في الملعب، وحاول الانطلاق مجددا بالهجمات المرتدة. ونذكر أن ألميرون ضحى كثيرا في الملعب (باستخلاص خمس كرات من الخصم وإطلاق كرة إيجابية وأخرى عرضية ناجحة)، ولكن لم تتَح أمامه فرصة توجيه ضربات موجعة للخصم من خلال تسديداته الوحيدة عن بعد، لذا لم ينهِ أية هجمة. وعلاوة على ما سبق، لا يمكن أن نطلب المزيد من فريق كاتانيا الذي يظهر تقدما ونضجا، نظرا لأن التغطية في الملعب قصيرة، فإذا امتدت من جهة تنكشف في الأخرى.