منذ أن تولى الدكتور محمد باريان إدارة القنوات الرياضية السعودية مطلع العام الحالي، تعهد بإحداث تغيير يطال مفاصل القناة خلال ستة أشهر، معلنا تحديه لمنافسة قنوات «الجزيرة» و«أبوظبي» الرياضية خلال مدة وجيزة.
باريان الذي وصف «الرياضية» بأنها لا تحمل هوية أو استراتيجية واضحة، شدد على أن هناك إمكانات وكوادر وكفاءات قادرة على إيصال القناة إلى تطلعات المشاهدين في الداخل والخارج، رافضا في الوقت نفسه خروجها عن مسارها في الطرح والحوار في برامجها، والإسفاف والمهاترات التي لا طائل منها.
لا أعلم لماذا وجدتني أستحضر حوار الدكتور باريان مع صحيفة «عكاظ» بعد تعيينه مديرا عاما للقنوات الرياضية خلفا للدكتور عادل عصام الدين، وأنا أقرأ بيان هيئة الإذاعة والتلفزيون حول حقوق المسابقات والبطولات الآسيوية لكرة القدم، والتي قامت بموجبه الشركة المالكة لهذه الحقوق ببيعها إلى قناة «الجزيرة» الرياضية بمبلغ 300 مليون دولار، لمدة 8 سنوات اعتباراً من موسم 2013.
الأكيد أن قناة «الجزيرة» وضعت الدكتور باريان في مأزق لن يمكنه من تنفيذ تحديه الذي أطلقه، خاصة بعد أن نزعت من بين يديه كل امتياز رياضي يهتم بمتابعته المشاهد السعودي، بدءا من البطولات الآسيوية، مرورا بالمسابقات الخليجية، والأوروبية، والأفريقية، وكأس العالم، والأولمبياد، وانتهاء بعدد غير محدود من الدوريات الأوربية الهامة، مع إطلاقها لإشارات واضحة وصريحة بعدم منح قناة «الرياضية» أي امتياز لنقل أي من بطولاتها الحصرية.
واقع الحال يقول إن «الرياضية» إن لم يكن لديها خطة إنقاذ عاجلة، فإنها ستدخل في «نفق» الفراغ بعد انقضاء الأسابيع الأخيرة من مباريات دوري «زين»، ومن بعدها بطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال، خاصة وأنها لا تملك أي رصيد من البطولات والفعاليات العربية أو الأجنبية التي تؤهلها لاستقطاب المشاهدين، علاوة على أن البطولات التي تنال اهتمام المشاهد الرياضي تمتلك حصريتها قناة «الجزيرة».
شخصيا لا أتمنى أن أكون في وضع الدكتور باريان وفريقه المساعد، ولكن لو طلب مني يوما المشورة فلن أتردد بأن أقترح عليه العمل على خلق ثقافة مشاهدة جديدة لدى السعوديين، من خلال منحهم جرعات مكثفة من رياضات وألعاب أخرى، جماعية وفردية متعددة، غير كرة القدم، لبطولات محلية وعالمية، دون الركون لقواعد البث التقليدية القديمة، كون البدائل الأخرى متوفرة وبكثافة في القنوات الخليجية الأخرى، على بعد ضغطة زر بالريموت كونترول. كل هذا مع عدم توقع تحقيق نتائج إيجابية في المنظور القريب.. فهل يعمل باريان على ذلك.. أم يظل رهانه قائما على كرة القدم وأجوائها الصاخبة؟