الميلان فشل في مواصلة ثقافته الكروية الكبرى

فرانكو أرتوري

TT

كان ملعب كامب نو أشبه بمثلث برمودا الذي يبتلع الميلان ثم يغلق في دقيقة واحدة تماما. فالضلع الأول يتعلق بالفتى الشاب نيانغ الذي يحلق فقط أمام الفريق الكتالوني بأكمله. ويتعلق الضلع الثاني بالمخضرم الرائع القائد أمبروزيني الذي لم يقدم أداء جيدا في خط الوسط وأهدر الكثير من الكرات والاحتكاكات مع الخصم. ويتعلق الضلع الثاني باللاعب الباحث عن كل ما هو نفيس، ميسي الذي استقبل الكرة وتمكن من تسجيل 2 - 0. وهو ذلك اللاعب الذي لم يسجل على الإطلاق في شباك الفرق الإيطالية إثر هجمة كاملة. وهذا هو القدر، لكن توجد أيضا الموهبة. ورويت أساطير كثيرة حول نتيجة فوز الميلان على برشلونة 2 - 0 في مباراة ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال، ومن الأمانة الاعتراف بذلك الآن. وتحول خط الدفاع الاستحواذي إلى كسوف غامض لميسي ولكل فريق برشلونة. وكان الأمر بالفعل عبارة عن اختفاء للعب الهجومي للفريق الكتالوني الفريد على الإطلاق من نوعه ثم حدث العكس تماما. وفي ما يتعلق بهذا الأمر، برزت الثقافة الإيطالية لفريق أليغري، فما هي الضربة غير المتوقعة؟ لا شيء. ومن المناسب أن يفتخر المرء بنفسه على فوز حققه في حقبة ما، وألا يتباهى بتلك الاستراتيجيات الجديدة التي وجدها. ولم يقم الميلان سوى بتكرار المشاهد، حيث إنهم تمركزوا أمام منطقة جزائهم كما كانوا يفعلون في المواسم السابقة أمام هؤلاء الخصوم. وإذا كان هناك إنسان حكيم وأمين ونزيه من المفترض أن يحكم على مباراة مثل هذه ويستنشق رياح الكمال، فمن كان ليكافئ نيانغ أو ماسكيرانو؟ هل كان ليكافئ مهاجم فريق يتخلى بشكل واع عن اللعب أم مدافع الفريق الآخر الذي يتقدم دائما في تجمع، أيضا بكرات يتم فقدانها، مع تنظيم رائع من كوكب آخر؟ لقد عرفت الإجابة سلفا وليس هناك حاجة إلى التهكم على القدر. وأما عن الباقي، لقد بدأ التحدي مباراة فقط من نتيجة 3 - 0 فصاعدا، عندما لم يعد أمام الميلان شيء ليبكي عليه. وتوافرت كرة رائعة في يد المهاجم البرازيلي روبينهو للقيام بالضربة المدوية، لكنها اختفت وأهدرت أمام حارس مرمى برشلونة. إذن، ربما من الممكن بذل المحاولات في الهجوم على هؤلاء الوحوش الإسبانيين. ربما مع تقليل الوجود في فريق من المبتدئين القادرين على المقاومة البدنية خلال المنافسة، لكنهم غير قادرين على عرض المدخل الصحيح. وربما نحن نطلب الكثير. فقد يعتبر فريق برشلونة الاستثناء الأكبر والأكثر بروزا والوحش الفريد من نوعه الذي يتمتع بالكثير من الرؤوس الذي ينبغي التغلب عليها، والفريق الوحيد في العالم القادر على الهجوم مع الدفاع عن نفسه. لكن كان الميلان بالتحديد منذ ربع قرن تقريبا هو من بدأ الثورة في الجرأة الكروية والتي وصلت إلى أوجها ونضوجها الكامل مع ضغط غوارديولا وتلاميذه في الملعب وعلى مقعد البدلاء. ربما فقط من أجل هذا السبب «الثقافي» كنا لنأمل في الحصول على شيء مختلف. ونحن لا ندرك ما إذا كان ذلك الطريق كان لينتج نتيجة بعيدة عن تلك المدوية 4 - 0. ونحن نعرف جيدا أنهم يمتلكون المخضرم ميسي وإنييستا فقط وأنهم يتميزون بالمراوغة والمناورة بالكرة. وكل شيء يسير على ما يرام، لكن إذا كان ينبغي أن ينتهي الحال بالميلان مخنوقا في هذا النفق، فليقم بذلك بطريقة أخرى وهو مرفوع الرأس دون استهلاك فترة المقدمة دون جدوى. وإلا سنستمر على هذا النحو في انتظار أن يستهلكها الأفذاذ بمفردهم.