الأهلي وآسيا من جديد

عبد الرزاق أبو داود

TT

استهل فريق الأهلي السعودي لكرة القدم مشواره الجديد مع مسابقة دوري الأبطال الآسيوية، وهي المسابقة الكروية الآسيوية الأهم والأغلى والأكثر إثارة وحضورا، وهي كذلك المسابقة التي استعصت على الأهلي طويلا منذ عام 1974م، عندما تأهل الأهلي للمشاركة في نهائيات طهران، كأول فريق سعودي يتأهل للمشاركة في مسابقة خارجية رسمية، ولم يشارك بسبب مشاركة فريق «إسرائيلي»، ثم خسارته في نهائي البطولة أمام دايو الكوري في جدة وعلى ملعب الأهلي بجدة بنتيجة 3 - 1 عام 1986م، وها هو يخوض غمار المسابقة من جديد بأمل التتويج بلقبها الكبير.

بدأ الأهلي مشواره الحالي بفريق الغرافة القطري في مكة المكرمة وفاز عليه بنتيجة 2 - صفر، وهي نتيجة جيدة وبمستوى معقول إلا من بعض الهنات والملاحظات، ثم سافر الفريق الأهلاوي إلى الإمارات والتقى فريق النصر الإماراتي وفاز عليه 2 - 1 بعد مستوى متوسط وكثير من الملاحظات الفنية، وإن كانت هناك بعض المشكلات الفنية والتنظيمية في دفاعات الأهلي. لن نتحدث عما كان يعانيه الأهلي من مشكلات تنظيمية وعناصرية قبل رحيل المدرب السابق، الذي «طلبنا» منه في حينها أن يكون «شجاعا» ويترك الأهلي لأنه وصل به إلى طريق مسدود، وكان من الطبيعي أن يحصل «الطلاق المر»، الذي آثرت إدارة الأهلي أن يكون «وديا» وحضاريا، وهو المدرب الذي لم يعد لديه ما يقدمه للأهلي، وثارت ثائرة بعض من تقودهم العاطفة، الذين نقدرهم على أي حال، بل ورفع بعضهم - مع الأسف - لافتات لن نقول عنها سوى أنها ما كان لها أن ترفع، لأنها لا تليق بهم إطلاقا، ولم يمض أقل من شهر على ما ذكرناه، حتى «أقيل» المدرب السابق نتيجة الموقف المسدود الأفق الذي أشرنا إليه، ونتيجة تخبطاته البينة الواضحة، ونتيجة حال الفريق الأهلاوي في مسابقة الدوري وغيرها، ونتيجة فشل المدرب السابق في 5 مسابقات من 6، كان قد قاد الفريق فيها، وكانت نتيجة الحصاد غير مقبولة على الإطلاق لدى عقلاء الأهلي ورجالاته.

الآن يدرب الأهلي المدرب الصربي الشاب إليكس، وله سابقة الحصول على كأس خادم الحرمين الشريفين (2011م)، واستقبال اللاعبين له، ومن خلال تصريحات بعضهم أنهم مرتاحون للتغيير الذي حدث في الطاقم التدريبي، وهذا مؤشر جيد يدلل على جدوى التغيير. السؤال المطروح هو: هل يستمر إليكس مع الفريق الأهلاوي في مشواره الآسيوي، أم أن هناك توجها آخر؟ في تقديرنا أن الأوضاع تبدو جيدة حتى الآن، وإذا ما استمر مسلسل النجاح مع إليكس فيجب الإبقاء عليه، وعلينا الترقب والمتابعة والتحليل، والنظر في البدائل المتاحة مستقبلا. ونحن على ثقة تامة بأن الأهلي في أيدٍ أمينة في ظل الرعاية الشاملة والمتابعة الكبيرة لرجل الأهلي الأول الأمير خالد بن عبد الله، وجهد رئيس النادي الأمير فهد بن خالد، ومدير الكرة الأخ العزيز الأستاذ طارق كيال.