نأمل ألا نحتاج لوجود توتي الرائع

لويجي جارلاندو

TT

وجود فرانشيسكو توتي مع المنتخب الإيطالي في المونديال القادم بالبرازيل في سن 38 عاما - اقتراح قوي ومبهر. وإذا كانت مسيرة قائد روما عبارة عن معضلة «الملعقة» التي يسدد بها ركلات الجزاء، فمن المفترض أن يتفجر هناك، حيث كرة القدم تعتبر شعرا. يحمل توتي البرازيل في حذائه. وقد وجد هذا العام، بمساعدة المدرب زيمان، طريق بينجامين بوتون، الذي يقود إلى الوراء. إنه يركض ويجتهد مثلما كان منذ 10 سنوات، فهو يسجل ويفتح المرمى أمام زملائه بلمسة كعب كما يفعل دائما. ولتتخيلوا عبقريته في خدمة قوة بالوتيللي أو مهارته العالية في التسديد إلى جوار بيرلو. وكان المدرب مارتشيلو ليبي، في عام 2010 قد بدأ خسارة المونديال حينما لم يفلح في إقناع نيستا بالعودة للمنتخب وخسره تماما حينما وجد نفسه من دون بيرلو. لو تواجد المدرب تشيزاري برانديللي في ظروف يحتاج فيها لإنقاذ إحدى المباريات، مثل ليبي أمام سلوفاكيا في الدور الأول لمونديال جنوب أفريقيا، فما الجدوى من إمكانية وجود لاعب مثل توتي على مقعد البدلاء؟ سيكون خيارا إضافيا (وبطل عالم إضافي في هذه الحالة) والذي يزيد من ثقة وقيمة الفريق، وسيكون كذلك معلما أكبر ثمينا للاعبين الشباب، ومرحبا به جيدا من المعلمين القدامى بالفريق مثل بوفون وبيرلو، الذي عبر خفة ظله في التعبير سيخفف من توتر المباريات الخارجية. وربما، لو نجح في تكرار إنجاز برلين 2006 والفوز بالمونديال مجددا، فإن فرانشيسكو توتي سيتأثر هذه المرة أكثر من تأثره للفوز بكأس إيطاليا مع فريق روما.

بعد هذه المقدمة، نأمل ألا نكون في حاجة لتوتي في غضون عام، وأن نجد أنفسنا في مايو (أيار) 2014 نحتفل بقائد عاد شابا أكثر، لكن مع حيرة قوية: «من سيتعين عليه ترك مكانه في المنتخب؟»، والمعنى أنه لو واصل بالوتيللي التسجيل بمعدل هدف كل مباراة، ولو استمر الشعراوي مثلما ظهر في موسمه الأول أساسيا الرائع مع الميلان، ولو أصقل إنسيني مهاجم نابولي موهبته وعاد جوزيبي روسي ذلك الذي نعرفه، ولو.. لنضع اقتراح توتي المبهر في أحد الأدراج ولنركز على أمثال دي شيليو وفيراتي. إننا نطلب من برانديللي العمل عليهم بالكامل. في آخر لقاءين وديين واجهنا شباب منتخبي فرنسا وهولندا الصغير، فالأول هزمنا والثاني سيطر علينا، وفي المونديال القادم سيكونون أكثر قوة، مثل منتخب ألمانيا الشاب والمرعب الذي أقصيناه في أمم أوروبا الماضية، لكنه متسلح بالخبرة الكبيرة، وسيبث الخوف في البرازيل. المستقبل للشباب، والرياضة مصنوعة من الشباب الذي يركض مملوءا بالرغبة الملتهبة. علينا التماشي مع هذا إذا كنا نريد المنافسة. وحمدا لله أن برانديللي يعلم هذا. ومسألة أن دي ناتالي وتوتي لا يزالان يتألقان في الدوري قد يكون أمرا رومانسيا، لكنه ليس دليلا على الصحة. لدينا أطفال واعدون، لكننا استندنا إلى السن الوسطى، ذلك الخاص بالنجوم الناضجين ويصنعون الفارق وهم في قمة مستواهم بدنيا مثل إبراهيموفيتش وتياغو سيلفا ولافيتسي.. إذن، لنعمل على الأطفال الواعدين حتى يصيروا نجوما يصنعون الفارق، ونسحب اقتراح توتي الرائع من الدرج أيضا إذا كنا في حاجة إليه في غضون عام.