أجانب الدوري.. ورطوا المنتخب!

هيا الغامدي

TT

هكذا يفعلون وقد فعلوا ذلك في دورينا السعودي للمحترفين، فأغلبية تميز مراكز الأفضلية بدوري زين هذا الموسم يبدو أنها في طريقها للذهاب للأجانب «الهدافين» الذين يأتي في مقدمتهم ويسلي لوبيز (الهلال) ودوريس سالمو (الفتح) وتيغالي (الشباب) وفيكتور سيموس (الأهلي)!

لا ألوم مدرب منتخبنا السيد لوبيز كارو إذا تملكته الحيرة في الاختيار مجددا أو بقناعات الإبقاء على ما لديه من أسماء، فـ«الجود من الموجود»، وأغلبية أصحاب الحظ الوافر (تهديفا) محليا أجنبية ورابعهم ياسر القحطاني محليا العنصر المختلف عليه دائما، سواء في المنتخب أو الهلال بـ«مع» أو «ضد»، والأخيرة أكثر، فياسر حمل على أكتافه مهمة آسيوية ثقيلة قبل الأمس للمضي بحظوظ فريقه في دوري الأبطال، وهو نفسه الذي كان أول خيارات إبعاد المدرب الإسباني الجديد، وهو نفسه الذي حملته جماهير الكرة الوطنية مؤخرا إخفاقات المنتخب مع ريكارد.. فما رأي لوبيز وهو الذي أعلن عن سياسة «الباب المفتوح»؟ فهل سيكون القحطاني الاستثناء الوحيد؟!

الجانب الأكثر وضوحا في صناعة اللعب أن تشكيلة لوبيز تكاد تخلو من أسماء أكثر حضورا وتفعيلا لمهام زملائها وخلق الفرص لهم كتميز محلي عدا تيسير الجاسم برأيي كالشلهوب محمد مثلا والفريدي أحمد الذي قال عنه ريكارد إنه الأفضل على مستوى صناعة اللعب في المملكة، هذا إذا ما استثنينا الخبرة العريضة لمحمد نور للدوافع ذاتها التي أبعدت القحطاني ياسر والأغلبية الساحقة كأفضلية بصناعة اللعب للاعبين الأجانب بالدوري السعودي ككماتشو وإلتون جوزيه! فهل نذهب بعيدا لحقل «التجنيس» مثلا لحل إشكالية كهذه؟!

خطورة الوضع حاليا لا تتعلق بمباراة إندونيسيا، مع أن جميع المنتخبات الشرق آسيوية وبالذات الجنوبية تغير وضعها فنيا، لكن عطفا على عوامل عدة ستأتي بإذن الله في صالحنا كمنتخب، وإنما عن المستقبل المخيف حينما نواجه منتخبات كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا وكوريا الشمالية.

تصدر المجموعة الآسيوية «الابتدائية» الحالية لمنتخبنا، ليس مؤشر اطمئنان دائم، بل مؤقت، فالصحوة الصينية «متوقعة» والنهوض العراقي «مستمر»، هذا إذا ما استثنينا مفاجآت إندونيسيا المدهشة!

نتمنى أن نتخطى مباراة إندونيسيا التي سيتخللها عقبات وحواجز الوقت الضيق مع ما يعنيه ذلك من إرهاق للاعبين وإجهاد ذهني وضغط نفسي ومعنوي.

ودية ماليزيا «منطقيا» احتجناها للمرحلة الحالية كقرب أنثروبيولوجي نتمنى ألا تضيف حفنة إرهاق وتعب وجهد مستمر، والخاسر بالطبع الأندية حاليا والمنتخب أيضا، وإن وجدت سياسة البدائل الإدراكية فالأكيد أننا سنعرف أن عشرة أيام ستكون طويلة لمعسكر نهايته مواجهة منتخب إندونيسيا.. ولكن!

أتمنى أن نجد حلا للمشكلة الاعتراضية التي خلقتها طفرة حضور الأجانب بموسمنا الرياضي الحالي من نواقص فنية ونفسية «وطنية» حالية أو آنية بمراكز اللعب ولو بتقنين الأسماء بدلا من زيادتها. «أدركوا العواقب وأمعنوا النظر في العقبات»؛ لأنها تأتي على حساب تميز لاعبي الوطن، وهنا نقف على إشكالية أخرى، فتقنين أعداد اللاعبين «الأجانب» لن يكون في مصلحة أندية الوطن التي تمثل السعودية آسيويا، المشكلة المزمنة أن وجود لاعبين أجانب مميزين لم «يتزامن» بالوقت ذاته مع وجود رغبة وحماس لدى اللاعبين المحليين، وقد لا أبعد كثيرا إذا أيقنت أنه لم يؤثر فيهم أساسا!