عودة توتي المحتملة في المونديال قرار صائب

بيبي بيرغومي

TT

فتح تشيزاري برانديللي مدرب المنتخب الإيطالي المجال أمام عودة فرانشيسكو توتي مهاجم روما المخضرم لصفوف الآزوري في مونديال 2014 وأنا أتفق معه تماما في هذا التوجه. وأعترف أنني كنت قبل بضع سنوات أشعر بالحيرة والتشكك حول إمكانية عودة توتي إلى قمة مستواه وإلى المنتخب لكنني أعتقد أن فترة الإعداد الصيفية المتميزة التي خاضها المهاجم الفذ مع المدرب زيمان تؤتي ثمارها في الوقت الحالي.

وإذا استمر توتي في التدريب بهذه الطريقة، إلى جانب المهارة الفنية الرائعة التي يمتلكها، فإنه قد يصبح مفيدا لمنتخب إيطاليا لا سيما، وأن طريقة تصرفه قد تغيرت. فهو الآن أكثر هدوء ويضع نفسه في خدمة زملائه ويعتذر عندما يخطئ في التمرير ولا يتصرف بعصبية مثلما كان يفعل في السابق. وإذا حافظ الحالي في نفس هذه الفترة من الموسم القادم، وإذا وافق على السفر إلى البرازيل مع المنتخب دون الحصول على ضمانات بالمشاركة أساسيا فإنه قد يكون أحد مصادر الدعم الهامة للفريق. والمعروف أن توتي سيكمل في عام 2014 (عام المونديال) الـ38 من عمره. ودائما ما أشعر بتشكك كبير حول إمكانية عودة اللاعبين لمستواهم خاصة في مركز المهاجم. لكنني أثق في توتي وإمكانية عودته للمنتخب خاصة وأنه يعتبر في درجة أعلى من دي ناتالي. ولا شك أن مهاجم أودينيزي يعتبر مهاجما كبيرا ومميزا لكن توتي يمثل تاريخ المنتخب الإيطالي ويحمل قدرا كبيرا من الخبرة.

ويعترض البعض على ضم توتي المحتمل للمنتخب بحجة أنه قد يبعث برسالة خاطئة للفريق لأنه سيحرم المنتخب من لاعب حجز له مكانا بجدارة في التصفيات. ولعل هذا يكون صحيحا لكن اللاعبين يجب أن يتفهموا الأمر إزاء بعض الشخصيات الهامة مثل توتي. وأذكر أنه عندما انضم رونالدو للإنتر تحدث سيموني للاعبين بشكل واضح لا لبس فيه قائلا: «أنتم جميعا متساوون، باستثناء رونالدو». وأوضح سيموني حينها أن لاعبا بهذا الحجم يتعرض لكثير من الضغوط داخل الملعب وخارجه ولذلك يجب تقبل حقيقة أنه في بعض الأحيان يتدرب بـ70% فقط من طاقته. وقد تفهمنا ذلك وقاد رونالدو الفريق لتحقيق نتائج هامة ومميزة. وإذا عاد توتي للعب في المونديال القادم بعد غيابه عن مونديال 2010 فسوف يخوض تجربة تشبه تجربتي. فلم يقم أريغو ساكي مدرب منتخب إيطاليا السابق بضمي لصفوف الآزوري في مونديال 1994 لأسباب فنية، لكنه كان يحترمني ويقدرني كثيرا ورغم ذلك شرح لي بصراحة كبيرة أنه فضل ضم لاعبين معتادين بصورة أفضل على تنفيذ طريقته في اللعب. وقد اعتزل توتي اللعب مع المنتخب بقرار شخصي رأى أنه يتماشى مع حياته وظروفه، لكنه إذا شعر بقدرته على العودة الآن فسوف يمثل إضافة كبيرة للمنتخب في مونديال البرازيل الصعب.