نجح لوبيز ولكن!

عادل عصام الدين

TT

رغم أن المنتخب الإندونيسي لكرة القدم لم يكن منافسا شرسا صعب المراس، ولا فريقا من الوزن الثقيل، فإننا يجب ألا نبخس منتخبنا المتطور حقه، ولا شك في أن الفوز الذي حققه خارج أرضه أمام جماهير إندونيسية حضرت بكثافة وآزرت بقوة أسعدنا كثيرا، وصل بعده الأخضر منفردا إلى صدارة المجموعة.

وكما توقعت، كان للجانبين النفسي والبدني الأثر الكبير في تفوق المنتخب السعودي لعبا ونتيجة، وأكدت مجريات المباراة أن التقارب الفني بين اللاعبين من ناحية القدرة الفردية منح فريقنا قوة افتقدها في مباريات كثيرة خلال السنوات القليلة الماضية، وعكست مجريات اللقاء هذا التقارب الذي أثر إيجابيا في الأداء الجماعي للفريق. بدا الفريق متماسكا فنيا مع تقدم ملموس على مستوى الروح.

كانت طريقة اللعب (4-5-1) هي المناسبة، وفضل لوبيز كارو في خط الوسط تركيبة (2-3)؛ حيث لعب في المحور الدفاعي سعود كريري، وتيسير جاسم؛ حيث أدى الأول الدور الدفاعي، بينما أجاد الثاني الدور الهجومي، وكان في أفضل حالاته؛ بل كان تيسير الجاسم أفضل اللاعبين حركة وجهدا ومثابرة، ولعب دور القائد الحركي في كثير من الأوقات بامتياز، في حين لعب في الأمام كل من نواف العابد، ويحيى الشهري، وفهد المولد، وفي الهجوم يوسف السالم الذي تألق في دوره وسجل الهدفين ببراعة، مستفيدا - كالعادة - من رأسه الذهبي. وكما كان متوقعا، جاءت تشكيلة الحراسة والدفاع دون مفاجآت، فشاهدنا وليد عبد الله وأمامه من اليمين سلطان البيشي وفي وسط الدفاع أسامة هوساوي وكامل الموسى، وفي اليسار منصور الحربي.

وقع الدفاع في بعض الأخطاء، أبرزها الخطأ الكبير في التموضع والتغطية، الذي نتج عنه هدف إندونيسيا. والحقيقة أن لوبيز وفق في طريقته واختيار عناصره وتغييراته باستثناء إصراره على أن يلعب فهد المولد في الجهة اليسرى، ونواف العابد في الجهة اليمنى، وقد لاحظ هذا الخلل - أيضا - نجمنا السابق محيسن الجمعان الذي طالب المدرب بضرورة إجراء تغيير موقعي اللاعبين، إلا أن ذلك لم يحدث، ومن هنا لم يستفد لوبيز من الاثنين كما يجب، وجاء التعديل متأخرا بعض الشيء عندما لعب سالم الدوسري في اليمين، والمولد في اليسار.

نجح لوبيز في تعديلاته في الشوط الثاني حتى لو لم تكن مؤثرة؛ حيث لعب سالم الدوسري مكان العابد، ونايف هزازي مكان السالم، وأحمد عسيري بدلا من يحيى الشهري لتدعيم الدفاع في الدقائق الأخيرة.

أسعدني التحسن على مستوى الأداء الجماعي، وكان ذلك ملموسا في التمريرات السريعة الدقيقة واجتهد اللاعبون في التصويب، خاصة النجم تيسير كما كان الجانب البدني جيدا، وأحسن اللاعبون توزيع الجهد على مدار الشوطين، وإن كان الفريق قد عانى بطء الإيقاع في بعض الفترات، ولا شك في أن السرعة ستكون مطلوبة في المباريات المقبلة، سواء سرعة اللاعبين أو سرعة الكرة.

وأختم بالقول إن لاعبا بقدرة سلمان الفرج قد يفيدنا كثيرا في المباريات المقبلة.

[email protected]