الفتح.. فقاعة صابون

موفق النويصر

TT

ينتظر أن ينتزع نادي الفتح السعودي، بيده في الجولات المقبلة، صدارة دوري «زين للمحترفين» للموسم الرياضي 2013، ما لم تحدث مفاجآت شبه مستحيلة، قد تسوقها لمنافسه الوحيد الهلال، الذي ينتظر أن تقدم له الفرق الأخرى البطولة على طبق من ذهب.

الفتح الذي نجح في فرض اسمه على خارطة الكرة السعودية هذا الموسم أصبح بين عشية وضحاها محور حديث الشارع الرياضي، وبات العمل الفني والإداري، الذي قدمه فتحي الجبال وعبد العزيز العفالق، الوصفة السحرية لدى عموم الجماهير لتحقيق أنديتها النجاح.

الأكيد أن الفتح الذي يصفه أنصاره بـ«النموذجي» استحق في هذا الموسم هذا اللقب، نظير الجهد والعمل الذي بذله القائمون عليه، بمحافظتهم على مقومات الفريق الفنية والإدارية طوال 5 مواسم متوالية، وصولا إلى تحقيق بطولة الدوري هذا العام. لكن هل الفتح بالفعل فريق نموذجي كما يرى محبوه، أم أنه فقاعة صابون ستتلاشى سريعا، كما يراهن على ذلك من لا يرون في التجربة الفتحاوية سوى استثمار للتعثر الذي لازم الأندية الكبيرة في بداية مشوارها بالدوري؟!

واقع الحال يقول إن نادي الفتح الذي تأسس في الأحساء عام 1958 نجح في الصعود إلى دوري المحترفين لأول مرة في تاريخه عام 2009، أي بعد 51 عاما على تأسيسه، وكانت مشاركاته في هذا الدوري على نحو تحقيق المركز الثامن في عام 2010، ثم التاسع في 2011، ثم السادس في 2012.

ومشاركاته هذا الموسم بخلاف دوري «زين» تمثلت في خروجه من دور الـ16 لبطولة ولي العهد، وخروجه من التصفيات الأولية لبطولة كأس الاتحاد العربي للأندية، وحلوله في المركز قبل الأخير لبطولة دوري كأس الأمير فيصل بن فهد تحت 21 عاما، والمركز الأخير في بطولة الدوري السعودي الممتاز للشباب تحت 19 عاما، والمركز الأخير في المجموعة (ج) لبطولة كأس الاتحاد السعودي للشباب، مع عدم وجوده في دوري الناشئين.

في المقابل نجد أن الأندية الكبيرة الأخرى التي تعثرت في بداية دوري هذا العام، جاء ترتيبها بعد الفتح على نحو الهلال ثم الشباب فالأهلي، وفي بطولة الأمير فيصل بن فهد حل الأهلي أولا ثم الهلال فالاتحاد فالشباب، وفي بطولة دوري الشباب يتصدر الترتيب حاليا الاتحاد ثم الأهلي ثم الهلال ثم النصر، وفي بطولة الناشئين يعتلي الترتيب الهلال فالاتحاد فالنصر فالأهلي، وفي بطولة ولي العهد حقق الهلال بطولتها والنصر الوصافة.

وإذا سلمنا بعدم دقة هذا القياس، فلنقيم التجربة الفتحاوية من خلال لاعبيها، بدءا باللاعب أحمد بوعبيد وتجربته غير الناجحة مع نادي الاتحاد، مرورا بعدم وجود نجم محلي بارز في الفريق، ناهيك عن اعتماد مدربه على تشكيل ثابت في جميع المباريات، جله من منسقي الأندية الأخرى، وانتهاء بخلو المنتخب من لاعبيه باستثناء الثنائي حمدان الحمدان وحسين المقهوي، اللذين يوجدان على دكة البدلاء.. الأمر الذي شكل عاملا إيجابيا لاستقرار تشكيلة فتحي الجبال، وسلبيا لمدربي الأندية الأخرى، التي ما إن تدور عجلة الدوري حتى يتوقف مرة أخرى بمشاركة جديدة للمنتخب، أو استحقاق قاري لفرقها، فيبعثر ذلك أوراقها، ويتسبب في إجهاد لاعبيها مع إمكانية إصابتهم، ناهيك عن تداخل البطولات المحلية، ومطالبة الجماهير لأنديتها بتحقيقها، مما يؤكد أن ظاهرة الفتح مبنية على مبدأ عدم تكافؤ الفرص بينه وبين هذه الأندية.

شخصيا أتمنى نجاح التجربة الفتحاوية واستمرارها، وانتقال عدواها لمعظم الأندية الصغيرة والمتوسطة، لتكون المحصلة بطولات محلية عالية المستوى ومنتخبات قوية منافسة، إلا أن المؤشرات تنبئ بخلاف ذلك، فكما حققت أندية التعاون والنجمة والحزم والقادسية، في وقت سابق، نتائج لافتة محليا وقاريا، نجد أنها تقهقرت بعد ذلك على وقع المشاركات المتعددة، وشح الموارد المالية، وضعف دكة البدلاء، وبالتالي عادت المنافسة لتنحصر مرة أخرى بين الكبار. فهل يخالف الفتح هذا الاتجاه وينجح فيما فشل فيه الآخرون، أم تثبت الأيام أنه كسابقيه مجرد فقاعة صابون؟

[email protected]