الهلال والاتحاد.. كلاسيكو الأهداف المغايرة!

هيا الغامدي

TT

على غير المعتاد خرجا من حيز النطاق «الأوتوجينيكي»، وبأهداف مغايرة وطموحات مختلفة سيلتقي الليلة كبيرا الكرة السعودية الهلال والاتحاد بالعاصمة الرياض بعد انتصارات عدة ساقها القدر في طريق الهلال على نظيره الاتحادي!

وعلى الرغم من تفوق الهلال «حسابيا» رقميا هذا الموسم ليس أمام الاتحاد وحده وإنما بالمجمل الصريح بكافة اللقاءات التي كسبها وإن صعبت، فإنه ما زال خارج نطاق التأثير الفني المعهود والمعروف عن الكرة الهلالية!

الهلال الذي مر بمراحل فنية تدريبية مختلفة أرست قناعاته الأخيرة سفنها على الشط الكرواتي بعد اختيار الزمن الضيق وحده لـ«زلاتكو» بعد سلسلة تخبطات إدارية بجانب الخيار الصحيح للاختيار الصائب، و«بصراحة» حتى مع «الزعل» الإدارة الهلالية من بعد «كوزمين» و«جريتيس» مؤخرا لم تأت بمدربين، بل «أنصاف - أشباه» مع احترامي للـ«cv» الكبيرة لكل منهم! والنتائج خير دليل، لا نريد ملفا عالميا، نريد مدربا يقنعنا بنتائج على أرض الواقع، ويخدم الفريق فقط لا غير، وإن أتى فلا تسرحوه ولا حتى التسريح الجميل الذي أضاع على الهلال الكثير، مدربين ولاعبين، واسألوا القطريين والإماراتيين!

الاتحاد هذا الموسم الغائب الأكبر محليا «دوريا» فهبوطه للدرجة «السابعة» بالركن البعيد الهادئ ليس المكان اللائق بفريق كبير مثله، مع «لكن» التي يتعلل بها «الكسلاء»! وإن كنت لا ألوم الاتحاديين في ذلك بعد سلسلة التغييرات الفنية وانخفاض معدل القناعات الشرفية والرياح المعاكسة للتيار الإداري، فضلا عن العذر الدائم للاعبين «الرواتب المتأخرة»، وأستغرب ذلك مع فيضان الكرم الاتحادي مع بعض الصفقات المحلية.. وكأن السماء تمطر على الاتحاديين ذهبا والدليل الـ30 مليونا التي ذهبت للفريدي!

لقاء الليلة سيهتم الهلاليون فيه، لإضافة المزيد من الدرجات للارتقاء لأعلى «لعل وعسى»، مع أن المؤشرات الأولية كافة تشير إلى أن الأمور في طريقها إلى حسم الفتح «ويا رب»! يصادق الفتح على توقعاتنا، ويأتي بالجديد هذا العام ليخرج بطل الدوري عن النطاق الكلاسيكي المعهود للأربعة أو الخمسة الكبار! المحزن في المسألة - من وجهة نظري - أن أغلبية عناصر الحسم والتأثير في هذا الفريق أجنبية بمعنى أن مردودها خارج نطاق المصب الوطني!

وبين القناعتين الكرواتية لـ«زلاتكو» الهلال والإسبانية لـ«بينات» الاتحاد يوجد لقاء فني ستضبطه الصفارة السعودية «المونديالية» لحكمنا القدير الدولي خليل جلال الغامدي مع مساعديه ضمن الطاقم الدولي المعروف بدر الشمراني، وعبد الله الشلوي، يبقى قيد الظروف والأحكام والمستجدات، بل «العقليات» المختلفة! عناصريا سأتطرق إلى مشاركة المنتقل إلى الاتحاد أحمد الفريدي و«تأثير» لقائه الأول أمام فريقه الأول، وما يمكن أن يحدثه ذلك من مصادمات ذهنية متوقعة عاطفيا ومنطقية احترافيا!

ومع أن الفريدي صانع لعب، وهداف بالفطرة، إلا أن القناعات «البينية» قد تشركه كمحور ثالث بمعية نور وعبد الفتاح، والعكس أجدني بمقابل الرأي الذي يرى أن المباراة بين هجوم الهلال ودفاع الاتحاد! وإن وجد ويسلي «كبير هدافي دوري زين» الحالي، فخبرة دفاع الاتحاد بالمقابل هي الأقوى!

أتمنى أن يرتقي كلاسيكو الليلة بدرجة المنافسة الفعلية «الشريفة» على الأصعدة كافة، فنيا وإداريا وعناصريا وجماهيريا وإعلاميا رياضيا بالمعنى الواسع الأعم!

مباراة الليلة - في رأيي - من شأنها أن تعيد للحكم السعودي «المظلوم - المهضوم» محليا مكانته وهيبته المفقودة في الداخل، فقط أخرجوها من حيز الميول والأعصاب المشدودة وسترون بشكل أهدأ نظريا!

[email protected]