هل الإعلام وراء كل مصيبة؟!

مسلي آل معمر

TT

بات السؤال يتردد كثيرا: هل يتحمل الإعلام ما يحدث للكرة السعودية من تراجع؟ وبالتأكيد هناك من يتشعب في نقاش القضية دون أن يحللها، فمن خلال متابعتي طوال السنوات الـ15 الماضية، لا يمكنني إلا أن أقول عن هذا الإعلام إنه مأكول مذموم، فمن ينتقدونه هم أكثر من يظهر فيه، وهم الذين تحولوا عن طريقه إلى شخصيات عامة يفوقون في شهرتهم علماء الذرة ونجوم السينما، وأنا هنا لا أترافع عن الإعلام؛ لأن لديه جوانب كثيرة من القصور، لكن من غير المنطقي أن ترمى كل المشاكل عليه، فالإعلام لا يبرمج المسابقات، ولا يتعاقد مع المدربين ويقيلهم، وليس مسؤولا عن الأزمات التي خلقها الإداريون في أغلب الأندية، كما أنه ليس مسؤولا عن بناء المنشآت وبيئة الملاعب، ولا عن ضعف الحضور الجماهيري.

لكن من المآخذ على الإعلام أن هناك بعض المنتسبين إليه (هداهم الله) قدموا أنفسهم محامين عن أندية وعن أشخاص، فلا يستطيعون أن يتجردوا من عواطفهم، بل إن كثيرا منهم يقدم نفسه كأنه متحدث باسم حزب ما، ينبغي عليه أن يوصل رسائلهم بكل قوة، وإلا فسيجد منهم ما لا يسره، وللأسف الشديد إن هذه النوعية من الإعلاميين أصبحت مطلوبة أكثر للاستكتاب أو الظهور، فوسائل الإعلام غالبا تبحث عن التوازنات، والمطلوب هنا هو: صحافي متعصب لناد ما! هذه النوعية تجد دعما من متعصبي مدرجات الدرجة الثانية، ومن إدارات أنديتهم، فالمسؤول يبحث عن صوت له، ولهذا يدعم بعض رؤساء الأندية وجود صحافيين معينين وإبعاد آخرين.

إلا أننا إذا وصلنا إلى النهاية فلن يصح إلا الصحيح، حيث ستظل وسيلة الإعلام التي تعتمد معايير عالية من المهنية هي الرابحة في آخر السباق، وإذا كان هناك عينة من المتعصبين يروق لهم الطرح المتعصب، فإن هناك عينات أخرى قادرة على تمييز الغث من السمين، لذا فمن الأفضل أن يراهن الناقد على أن إرضاء نفسه أو متابع متزن، خير من رضا آلاف المتطرفين.

وفي هذا السياق سمعت محللين كثيرين خلال اليومين الماضيين يتحدثون عن تضخيم الإعلام لاستقالة سلمان القريني من اللجنة الأولمبية، وتساءلوا لماذا يركز الإعلام على القضية؟ هكذا تساءلوا رغم أن الطرفين كانا يتبادلان إطلاق البيانات، وكانت هناك تسريبات لبعض الإعلاميين في وسائل التواصل الاجتماعي، لذا لم يقم الإعلاميون إلا بدورهم وهو التغطية، أما الحدث فقد كان من صناعة القريني واللجنة الأولمبية!

في النهاية دعونا قليلا نتخيل الرياضة السعودية من دون إعلام، كيف سيكون حالها؟ وماذا سنعرف عنها؟