اليوفي بإمكانه النهوض مجددا في دوري الأبطال

أريغو ساكي

TT

الخسارة أمام بايرن ميونيخ 2/0 تساعد اليوفي، فكان ممكنا أن يكون الأمر أسوأ، لكن لا يزال هناك أمل. لا يجب على كونتي ولاعبيه أن ينهزموا، فهم على الطريق الصحيح، وإن كانوا قد هُزموا من البايرن الذي لقنهم درسا رفيعا في كرة القدم الشاملة (وهي الطريقة المحببة جدا لأنطونيو). الخطأ الوحيد الذي ارتكبه الألمان هو عدم حسم التأهل في ملعب أليانز أرينا، والذي قد يكون قاتلا لهم.

وقد أدرك لاعبو اليوفي كيف أن هذا النوع من اللعب يكون مدمرا، وستفيد الخسارة كدافع ومحفز للتحسن أكثر، بينما يمثل الأمر داعيا للتأمل بالنسبة للكرة الإيطالية. وللأسف سمعت من معلقين كثيرين عقب المباراة نفس الاعتبارات السطحية والتقليدية التي كان يتم من خلالها وصف ظواهر مثل أياكس، وهولندا، وليفربول، وميلان، نظرا لأنهم جميعا كانوا يعتمدون بصورة كاملة تقريبا على المهارات الفردية وعلى القوى البدنية والاستثمارات الاقتصادية. في الواقع، قليلون أدركوا أن محرك كل شيء هو الأداء والتنظيم اللذان يزيدان من مهارة الأفراد، والمقاومة، والقوة، والفنيات والإبداع. كما أنه بصورة مختلفة عن أندية إيطالية عديدة، وليس فقط، لدى الأندية الألمانية ميزانيات اقتصادية سليمة ولا يخادعون بالفوز عبر الديون أو بفضل ثري اللحظة. نادي البايرن كيان جاد ومنافس، مع تخطيط طويل الأجل وتنظيم دقيق وحديث على كافة المستويات.

من يتابع كرة القدم العالمية والمعتمدة على الشباب لم يندهش من تطور البايرن والكرة الألمانية بوجه عام، فألمانيا كانت تعاني أزمة كروية في عام 2000 وقامت بثورة حقيقية بالانطلاق من قطاعات الناشئين. وأجبر اتحاد الكرة هناك، والمدعوم من الحكومة، كافة الأندية أن يكون لديها «أكاديميات» حيث يتدرب الفتيان من سن 14 إلى 18 عاما (هؤلاء يتدربون أسبوعيا من 16 إلى 20 ساعة مقابل 4 إلى 8 ساعات في إيطاليا). فيما تم فتح 14 مركزا لاتحاد الكرة (بينما لدينا مركز واحد تم افتتاحه منذ 60 عاما مضت)، وأنشأوا دورات لمدربي الناشئين، واستثمروا بقوة في الشباب وعلى الهيكلة، مع إصلاحات بدأت تؤتي ثمارها الاستثنائية. على مستوى الشباب لا يمكن قهرهم فعليا، وحلّ المنتخب الألماني الأول ثالثا في آخر مونديال للعالم، ووصل البايرن مرتين لنهائي الشامبيونزليغ. النتائج الحالية إذن هي نتيجة لكل هذا، أي قاعدة إنتاجية، فالاستادات جديدة، وكاملة العدد دائما، والأداء يتطور وليس القوة البدنية فحسب مثلما يزعم من هم أكثر سطحية في التفكير.

يوفنتوس هو الفريق الإيطالي الذي يسعى أكثر لامتلاك أداء جماعي بلاعبين يشعرون بالمشاركة سواء بالكرة أو من دونها، حيث يتعاون الأحد عشر لاعبا جميعا ويساعدون ويدافعون ركضا، يقومون بالضغط من دون كثافة دفاعية أو ترك هيمنة اللعب والملعب للخصم. للقيام بكل هذا بخلاف العقلية، والتي هي ثمرة حسم الفريق وقدرته على التدرب ومعرفته، يتطلب الأمر تنظيما شديدا حيث يتحرك كل اللاعبين كما لو كانوا لاعبا واحدا فقط وبتمركز يسهّل المقاومة والربط، والذي بدوره يسهّل من القيمة الفنية التي يزيدها الانسجام والتفاهم، مما يرفع الثقة بالنفس والإبداع والقدرة الفنية. كما أنه حينما يتم الدفاع والضغط بصورة جماعية، فإن الوقع على الخصم يكون مدمرا لأنه يتم من خلال 11 لاعبا بصورة متزامنة.

مباراة الإياب ستكون صعبة، لكن هذه المرة سيتعين على اليوفي الإطاحة بالخصم والضغط عليه في كل أنحاء الملعب، واستخلاص الكرة منه وأخذ زمام المبادرة والانطلاق عكسيا. يجب على لاعبي المدرب كونتي أن ينسوا أليانز أرينا ويفكروا أن «غدا يوم جديد».