الهلال.. الآسيوية صعبة قوية

موفق النويصر

TT

رددت بعض جماهير الكرة السعودية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية، مقولة «الآسيوية صعبة قوية على الفرقة الهلالية»، بعد خسارة الفريق الأربعاء الماضي على أرضه وبين جماهيره، مباراته الثانية في بطولة دوري أبطال آسيا أمام الاستقلال الإيراني بنتيجة 2/1.

هذه الخسارة التي ألقت بظلالها على الشارع الهلالي، لا أستطيع أن أقول بأنني توقعتها قبل بداية المباراة، لكني شعرت بها أثناء سيرها، خاصة بعد أن عجز مدرب الفريق الكرواتي زلاتكو داليتش عن اختيار الطريقة المثلى لتحقيق الفوز.

الأكيد أن الفوز كالخسارة، فكلاهما وارد في عالم كرة القدم، لكن عندما تكون الخسارة نتيجة أخطاء متكررة وظاهرة للعيان حتى لغير المتخصصين في الشأن التدريبي، فذلك أمر أقل ما يمكن القول عنه إنه كارثة.

شخصيا لم أجد أي مبرر لمدرب الفريق للعب بتشكيل مغاير لما كان عليه الفريق في مباراته الأخيرة أمام الاتحاد، خاصة أنه حقق فيها نتيجة كبيرة قوامها 4 أهداف. غير أن المفاجأة كانت بأن أحدث المدرب تغييرات لم تشمل عناصر الفريق فحسب، بل طريقة اللعب أيضا، فكانت النتيجة أن حلت الخسارة في ربع الساعة الأخير من عمر المباراة، بعد أن كان الفريق متقدما بهدف سالم الدوسري، في وقت كان بإمكانه فيه الخروج بالتعادل على أقل تقدير، لو أحسن استغلال دكة البدلاء لديه مبكرا.

المفارقة أن ما حدث مع الاستقلال سبق أن حصل مع العين الإماراتي، عندما لعب الهلال أمامه بتشكيل وتكتيك مغايرين لما كان عليه الفريق في مباراته النهائية أمام النصر في كأس ولي العهد، فجاءت الخسارة ثلاثية، وأيضا بعد أن كان الهلال متقدما بهدف عبد الله الزوري.

الغريب أن تكرار الأخطاء الآسيوية يتم وسط مباركة من الإدارة الهلالية، التي وقفت موقف المتفرج في كلتا المباراتين من التشكيل الغريب وطريقة اللعب التي انتهجها المدرب، والتي تسببت في تعقيد موقف الفريق للفوز بأحد مقعدي المجموعة.

الأكيد أنني لا أؤمن بتدخل الإداريين في شؤون الأجهزة الفنية، ولذلك كان حريا بإدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد تكليف مدرب وطني على قدر كبير من الكفاءة للعمل بجانب زلاتكو بعد تسلمه مهام الإشراف على الفريق خلفا للفرنسي أنطوان كومبواريه، الذي لو كان موجودا بالأمس لما سُمح له بالعبث بالفريق كما حدث أمام الجميع.

يبقى القول إن مباراة العودة يوم الثلاثاء المقبل أمام الاستقلال ستكون مفصلية لمواصلة الهلال مشواره في البطولة الآسيوية، خاصة أن الفارق النقطي بينه وبين أقرب منافسيه على صدارة المجموعة سيتسع لأكثر من 4 نقاط لو لم يفز باللقاء، مما يعني خروجه فعليا من التصفيات الآسيوية.. فهل يعي الجهاز الفني حجم الضرر الذي تسبب به في مباراته الأخيرة ويعمل على إصلاح ذلك، أم سيرسخ مقولة خصوم الهلال بأن «الآسيوية صعبة قوية»؟!

[email protected]