القرار والاختيار!

أحمد صادق دياب

TT

* في الأيام القليلة الماضية لم يعل حديث رياضي على الحديث عن القرار الذي اتخذته الإدارة الاتحادية بإبعاد عدد من لاعبي الفريق الأول، سواء بمنحهم إجازة إجبارية أو الاستغناء عنهم.. تكلم فيه الكثيرون من الاتحاديين وغيرهم من باب المساهمة في وضع مزيد من الوقود، إما مدافعا عن القرار أو مناهضا له، أو من باب الفزعة المزيفة فقط.

* بعيدا عن العواطف والأهداف المختلفة التي غلفت الفعل أو رد الفعل، لا يمكن فصل القرار عن تداعيات مختلفة ومتشبعة سابقة ساهمت في صناعة القرار أو رد فعله الكبير.

* المهم في الموضوع أن مؤيدي القرار بنوا موقفهم على أن عطاءات اللاعبين المبعدين تدنت في الفترة الأخيرة إلى مستوى لا يليق، وساهمت فيما يحدث من تراجعات فنية كبيرة وغير مسبوقة للفريق الاتحادي، بينما يتفق الطرف الثاني، الرافض للقرار، مع الأسباب، ويختلف معهم في أسلوب الاستغناء عن اللاعبين بهذا الشكل، وربطوه بالوفاء للاعبين مقابل ما قدموه للنادي من بطولات وإنجازات.

* فالخلاف في مضمونه ليس على الإبعاد، لكن على الشكل الذي تم به هذا الإبعاد.

* ليس دوري هنا أن أقف في صف فريق ضد آخر، لكن يجب أن نعترف بأن كرة القدم مجال لا يمكن أن تلعب العواطف الكثير من الأدوار فيه، وأن أفضلية البقاء في الفريق تقوم على أساس التميز عن الآخرين والقدرة على العطاء والمساهمة في الوصول بالفريق إلى مراتب عليا يطمح إليها.

* هل كان القرار متسرعا؟ هذا السؤال الذي يريد الجميع إجابة عنه.. وحقيقة الأمر تؤكد أن توقيت القرار في هذه المرحلة يؤكد أن الإدارة الاتحادية مقتنعة تماما بأن هذا الموسم الرياضي انتهى بالنسبة لفريقهم، وأن البطولة الوحيدة المتبقية، كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، لا أمل لهم فيها، ومن المفترض أن يتم التعامل مع ما بقي من مباريات في صناعة فريق جديد شاب يمكن بشيء من الدعم الفني والإحلال بلاعبين جدد، بالتأكيد من خارج أسوار النادي؛ يمكن أن يعيد شيئا من البريق لفريقهم.

* لكن هل كان التوقيت ملائما لمثل هذا القرار؟ هذا هو مربط الفرس.. بالتأكيد كان يمكن التخفيف من رد الفعل المبالغ به من قبل البعض لو أن القرار تم اتخاذه على مراحل، فالغضب كان من جراء إبعاد نور، لكن على ما أعتقد أن الإدارة كانت تتخوف من الموقف الذي يمكن أن يتخذه نور تجاه قرار إبعاد رفقاء دربه، ما قد يشكل مواجهة داخلية عنيفة وليست خارجية.

* خلاصة الأمر أن الجميع متفق على ضرورة اتخاذ القرار من أجل عودة الاتحاد، لكنهم مختلفون على الأسلوب، والتوقيت.. ويبدو أن الإدارة اتخذت القرار بالطريقة التي يمكن أن تجلب لها أقل أنواع الصداع المحتم من خلال هذا القرار.