لا.. للتعصب!!

مصطفى الآغا

TT

السبت أطلقت «MBC» و«صدى الملاعب» مبادرة «لا للتعصب»، التي حظيت برعاية ومباركة ومشاركة والأهم دعم أمير الشباب نواف بن فيصل، وهو الذي يترأس الهرم الرياضي العربي والسعودي.. وقد شرحت له أبعاد مبادرتنا وأهدافها، وهو أثنى عليها وكان أول المنضمين والداعين للوقوف معها، لأننا لم نطلق الحملة من فراغ، بل أطلقناها لأن التعصب وصل لمراحل غير مقبولة وغير معقولة باتت تهدد نسيج الوحدة الوطنية في بعض الدول العربية، ووصلت إلى حد إراقة الدماء (البريئة) في دول أخرى، وسقوط أكثر من سبعين شابا في بورسعيد كان جرس الإنذار الأخطر رغم أننا سبق أن تابعنا أحداثا مؤسفة كادت تعصف حتى بالعلاقات العربية - العربية وسحب السفراء كما شاهدنا في قصة مصر والجزائر.

ويبدو أن مفهوم التعصب ما زال غير واضح بالنسبة للبعض الذي يدافع عن «وجوده» بحجة أنه ملح الرياضة وملح وسائل الإعلام، ونحن ندرك ونعرف أن حب الأندية واجب وحق مشروع لجماهير كل ناد، ولكن الشتم والتنابز بالألقاب وبعض العبارات العنصرية بحق أبناء البلد الواحد، وانقسام بعض الجماهير حسب «أطيافها المختلفة» هو ما نحاربه ونريد وضع حد نهائي له، رغم إدراكنا لصعوبة المهمة وربما «استحالتها» كما صور لنا البعض.. لكنا لو سلمنا بأنها مستحيلة فهذا يعني أن نستسلم للغلط، وأن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نرى التعصب يكاد يحرف رياضتنا ومجتمعاتنا.. فهل ما حدث في بورسعيد «حب للنادي» أم كارثة أصابت الكرة المصرية وحتى المجتمع المصري في مقتل؟

هل ندفن رؤوسنا في الرمال (كعادة بعض العرب عندما تكون لديهم مشاكل حقيقية فيتعاملون معها وكأنها غير موجودة)، أم نجابه التعصب بكل حزم وقوة؟

لو كثر الكذب والرياء والنفاق في المجتمع فهل نقول إن محاربته مستحيلة وبالتالي «نمشي مع الخيل يا شقرا أم نترك الشقا على من بقى؟!».

الإعلام جزء من سيرورة التعصب، وربما أحد أسبابه وحتى أحد مصادره ووقوده المحرك في بعض الأحيان.. لكننا لا نقصد كل الإعلام، بل الإعلام غير المسؤول.. الإعلام الباحث عن الإثارة على حساب الحقيقة وعلى حساب الوطن والمواطن.

ولهذا أناشد الإعلام والزملاء الإعلاميين الانضمام للحملة قولا وفعلا من خلال ممارسة دورهم في توعية الرأي العام، بدلا من توجيهه نحو التعصب والتطرف وعدم قبول الهزيمة من خلال اختراع أسباب وهمية لها، ومن خلال التعصب المطلق للأندية وشتم المنافسين واستخدام ألفاظ «سوقية» لا تليق بوسائل الإعلام ولا حتى في الشوارع، وسبق أن شاهدنا عناوين وألفاظا وشتائم يندى لها الجبين، وشاهدنا برامج وصحفا ومقالات تستحق أن يتم سوق المشاركين فيها للقضاء وليس مجرد توقيفهم عن العمل في مكان ليعودوا ويبثوا سمومهم في أماكن أخرى.

«لا للتعصب» مبادرة عربية نتمنى لها النجاح.. وهي مبادرتكم جميعا، فلا تتأخروا في دعمها حتى لا نكون ضحاياها في يوم من الأيام.