تألق فوسينيتش وبوغبا يمثل بارقة أمل

لويجي جارلاندو

TT

بمجرد أن أسكن فوسينيتش الهدف الثاني شباك بيسكارا، قام المدرب كونتي بتبديله لخوفه من أن يتعرض للإصابة مجددا مثل عازف الكمان، الذي يقوم بالإحماء لآلته، ويتأمل تفردها النفيس، ثم يضعها من جديد في الحافظة الخاصة بها في انتظار الحفلة الكبرى. استراح فوسينيتش على منصة البدلاء الصغيرة إلى جوار بيرلو، وخلفه مباشرة بوفون. ها هم الثلاثة جميعهم متجاورون، ومتحدون فجأة، فهم أبطال الأمل: من عليه الحفاظ على شباكه نظيفة من الأهداف (بوفون)، ومن عليه رسم الفكرة (بيرلو) ومن عليه دفع أهداف الصحوة الكبرى إلى داخل مرمى نوير (فوسينيتش).

لكن قبل قراءة أداء يوفنتوس أول من أمس، في ضوء مباراة بايرن ميونيخ الألماني في إياب ربع نهائي الشامبيونزليغ، من الجيد تقديره لما هو عليه، فالفوز الرابع على التوالي بالدوري يضمن تفوقا قدره تسع نقاط (وهي 10 نظريا) على نابولي، قبل سبع جولات من نهاية البطولة. كانت مباراة فاقت التوقعات في صعوبتها، فقد استغرق حامل اللقب ومتصدر الترتيب حاليا 73 دقيقة ليسجل هدفا في متذيل الترتيب والمؤكد هبوطه للدرجة الثانية، والذي يتأخر بـ47 درجة لأسفل مقارنة باليوفي بأسوأ خط دفاع بالبطولة (قبل مباراة أول من أمس دخل مرماه 61 هدفا). لكن التاريخ يعج بالفرق الصغيرة التي تضيع ألقاب الدوري على الكبار، ولهذا فإن فرحة فوسينيتش الذي احتفل بالتقدم بملابسه الداخلية وطريقة احتفال كونتي الرهيبة تعد مبررة. وكانت مواجهة بيسكارا المخنوقة بمواجهتين مهمتين في دوري الأبطال أشبه بالفخ مثل اللغم من تحت الرمال، ومن السليم الانضمام لصف كونتي، فالحفاظ على درع الدوري للموسم الثاني على التوالي سيعد إنجازا كبيرا وليس مجرد تأكيد روتيني.

بعدما قلنا هذا، نعيد قراءة مباراة يوفي - بيسكارا في ضوء الشامبيونزليغ. يعد فوسينيتش أكثر جديد مطمئن، وحينما نزل في مباراة ميونيخ وجد فريق السيدة العجوز الطفرة الوحيدة في الأداء، ويوم الأربعاء سيتعين عليه أن يكون قائد المهمة، بالأهداف، وأيضا بمساهماته الدفاعية التي تليق بظهير قوي ليكيل الكرة العبقرية بعد ذلك، مثل تلك التي فتحت المرمى لزميله فيدال. كما جاء أداء بوغبا جيدا، والذي سيكون أساسيا يوم الأربعاء، في ظل غياب فيدال، بسبب قوته البدنية ومهارته وتسديداته القوية جدا من مسافة بعيدة. كما شهدت المباراة بعض التألق من جانب كوالياريلا (بتسديدة اصطدمت بالقائم) والقادر بضرباته على تكرار ما فعله في ستامفورد بريدج. وكان فريق بيسكارا هو الخصم المثالي لاختبار الفريق، لأنه لعب بنفس طريقة البايرن (4 - 2 - 3 - 1) ولأنه، لكونه أكثر قوة من المعتاد، اضطر اليوفي للتماشي مع الإيقاع والاستمرارية في الهجوم، وحقق نسبة استحواذ على الكرة بلغت 63.5 في المائة، ومحور لعب متقدم (62 مترا، بعشرين مترا أكثر من بيسكارا). بالطبع كل شيء من المفترض أن يكون لقاء الأربعاء أكثر قوة واكتمالا، ومن الجيد التذكير بأنه بنتيجة 2 - 1 أمس كان اليوفي ليودع الشامبيونزليغ. سيهاجم فريق اليوفي خط دفاع دخل شباكه 13 هدفا في البوندزليغا إلى الآن، في حين تلقاها بيسكارا في آخر سبع مباريات. سيسمح الألمان بمرور القليل جدا من الكرات، وقد تفيد إحدى الضربات المفاجئة التي تمت عنايتها تماما في هذه الأيام، في قلب التوازنات، حيث بدا أسامواه في تحسن، لكن هذا غير كاف، فيوم الأربعاء لا بد أن يتحلى بعمق أكثر، والمزيد من التألق في دعم المهاجمين.