البايرن لقن اليوفي درسا في الكرة الشاملة

أريغو ساكي

TT

لقد فاز بايرن ميونيخ، فاز الفريق الأفضل. وقدم الفريق الألماني لنا درسا في كرة القدم الشاملة. ومثلما حدث قبل 30 عاما لن يقر بذلك سوى القلائل وسيقال في إيطاليا إنهم يمتلكون لياقة بدنية أفضل ومهارات فردية أفضل وسينكر الكثير العمل والتدريب اللذين وصل بهما الفريق الألماني إلى هذا التميز والتفوق. لقد شهدت مباراة اليوفي والبايرن قبل كل شيء فوز الأداء الجماعي الذي ينفذه 11 لاعبا جميعهم يؤدون دورا محددا بدقة في طريقة اللعب بغض النظر عن مهارات وقيمة هؤلاء اللاعبين الفردية، في ملحمة جماعية دقيقة ومنظمة.

لقد واجه البايرن فريق يوفنتوس الذي ربما يكون الفريق الوحيد الذي يحاول الخروج من عباءة طريقة اللعب الإيطالية التقليدية المحافظة بلاعبيه الدوليين في منتخبي برانديللي ومانجيا. ويقوم المدرب كونتي بعمل رائع مع الفريق وسوف يفيد هذا الدرس اللاعبين ويزيد من نضجهم. ويقول البعض حاليا إن من الضروري تحسين مهارات اللاعبين الفردية لكنني أرى أن الشيء الأهم في المقام الأول هو العثور على 11 لاعبا يجيدون كرة القدم الشاملة. فلا يوجد باليوفي اليوم من هؤلاء اللاعبين سوى 6 أو 7 فقط. وهم يكفون للتفوق في إيطاليا حيث تعتمد كرة القدم بشكل أساسي على الأداء الفردي المتخصص والحذر الذي لا يساهم فيه أكثر من 4 أو 5 لاعبين. وكان الفارق بين لاعبي البايرن ولاعبي اليوفي يتمثل في إدراكهم لمعنى اللعب الجماعي، وهي قيمة يصعب معرفتها جيدا في بلد يعتمد على الأداء الفردي مثل إيطاليا. وهناك فارق آخر هام يتمثل في اللاعبين الذين يؤدون مع ومن أجل الفريق وهم الذين يجيدون إدارة الشقين الدفاعي والهجومي (فماندزوكيتش كان ثمنه 10 أو 12 مليون يورو ولم يكن لاعبا مميزا، بينما نحن في إيطاليا نبحث عن لاعبين يصنعون المعجزات بمهاراتهم لكنهم لا يجيدون الأداء الجماعي لمصلحة الفريق). فقد كان مهاجمو البايرن في حالة عدم الاستحواذ على الكرة هم خط الدفاع الأول. فهل يمكن أن نقول الشيء نفسه عن مهاجمي اليوفي؟ ولنا أن نتخيل كم أثر ذلك سلبا على أداء اليوفي وإيجابا على أداء البايرن.

إن الفارق بين أداء الفريقين هو أنه في كرة القدم الشاملة يتم الدفاع من خلال الجري إلى الأمام مما يمكن الفريق من فرض إيقاعه وشخصيته على المباراة، بينما في الكرة الإيطالية تركض الفرق إلى الخلف وتتكتل دفاعيا تاركة السيطرة والمبادرة للمنافسين. وقد صنع الضغط والأداء التعاوني فارقا كبيرا لصالح البايرن وزاد من الحلول المتاحة لديه ومن قدرات لاعبيه الفردية. ومن أجل تطبيق ذلك يحتاج أي فريق إلى جهود 11 لاعبا داخل الملعب. فينبغي مهاجمة المنافس في منطقة امتلاكه للكرة في توقيت مناسب وبعدد كبير من اللاعبين بينما يقوم الزملاء البعيدون بالتغطية الدفاعية. ولعب اليوفي أمام بايرن بأداء دفاعي بحت لكن الرقابة والانسجام والضغط والتعاون بين اللاعبين لم يكن جيدا. وكان لاعبو الفريق الألماني أثناء استحواذ اليوفي على الكرة يظهرون بشكل منظم للغاية ويواجه بعضهم في الأمام بينما يقوم البعض الآخر بالتغطية الدفاعية وعلى الأجناب. وسهل لهم ذلك السيطرة على الأداء طوال المباراة. ولم يعتمد الفريق الألماني على التمريرات الطويلة إلا فيما ندر وكانت أغلب تمريراته أرضية وظهر كفريق منظم متقارب الخطوط يحسن استغلال الملعب بأكمله في الشق الهجومي ويجيد التقارب وسد المساحات في الشق الدفاعي.