«مبروك» للفتح.. شكرا للأهلي

عادل عصام الدين

TT

كان الأهلي إضافة جميلة ليوم التعرف على بطل دوري زين السعودي لكرة القدم وظهرت مباراة الفتح والأهلي وكأنها إحدى نهائيات مباريات الكؤوس عالية المستوى. ولو كان الطرف الثاني أمام الفتح غير الأهلي لما كانت هذه المباراة الصعبة المتكافئة المثيرة العامرة بالكفاح والجهد.

شدتني المباراة وعندما كنت أنتقل للمباريات الثلاث الأخرى المقامة في نفس الوقت أجد الفرق واضحا سواء من ناحية المستوى أو الإثارة وكان من الطبيعي أن تكون المباراة مثيرة بحكم أهميتها للفريقين لكنها ظهرت في ذات الوقت بمستوى قوي وتميزت بالسرعة والكفاح والمثابرة.

كنت أعترض دائما على النغمة التي يرددها الكثيرون كل عام حول «النفس القصير» وأن هناك أندية لا تستطيع أن تفوز ببطولة الدوري لأنها صاحبة نفس قصير. وقد قيل عن الفتح الكلام نفسه أما اليوم وقد فاز فريق الفتح فأؤكد أن البطولة ذهبت لصاحب الطاقة الأفضل وقد استحق هذا الفريق المكافح هذه البطولة الكبيرة كأول فريق سعودي يحقق هذا الإنجاز على اعتبار أنه صعد إلى مصاف الكبار قبل 5 سنوات مضت ووصل إلى القمة خلال فترة وجيزة متفوقا على كل الأندية الكبيرة المتميزة بالإمكانات والتاريخ والشعبية.

الفتح من منطقة الأحساء وأول فريق من خارج الرياض وجدة ومكة والدمام والخبر يحقق مثل هذه البطولة الضخمة بكل جدارة واقتدار.

فوز الفتح جاء تأكيدا لما سبق أن قرأته من قبل أساتذة الرياضة حول الإنجاز وأن بإمكان فريق يملك عنصر القرب في صفوفه دون وجود أسماء لامعة جدا أن ينجح ويفوز.

الإنجاز قد يحققه نجم كبير جدا ومعه لاعبون يحبونه ويلتفون حوله أو قد يتحقق بمجموعة متكاتفة متماسكة متقاربة المستوى.

تفوق الفتح ببساطة يعود للطاقة وقد كان الفتح منذ بداية الدوري الكبير الأفضل على مستوى الطاقة، وأخص بالذكر الطاقة النفسية التي تحسب للإدارة والجهاز الفني بقيادة المدرب العربي الكبير فتحي الجبال، الذي أثبت مقدرة عالية، وقدم العطاء المكمل لهذه المقدرة فكان الإنجاز التاريخي. ولا شك أن دموع الفرح التي شاهدناها في كل لقطة تلفزيونية «كلوز أب» أكدت قوة الإرادة والحماس والإصرار التي ميزت لاعبي الفتح.

لم تكن المهمة سهلة على الإطلاق خاصة ونحن نتحدث عن فريق صغير من ناحية الإمكانات المادية مقارنة بالأهلي والهلال والشباب والنصر والاتحاد؛ ولذلك يمكن القول إن كل أطراف اللعبة مجتمعة لعبت دورا في إنجاز الفتح، وهو إنجاز أزعم أنه يفرح كل رياضي سعودي.

أهنئ كل منسوبي الفتح.. الفريق الذي شاهدته قبل 36 عاما أمام النصر وهو يكافح من أجل الخروج بأقل عدد من الأهداف في مرماه، وكان ناديا مغمورا أتيحت له الفرصة للعب في مسابقة الكأس مثل كل الفرق الصغيرة المغمورة.

تحية لرئيس الفتح عبد العزيز العفالق وكل منسوبي النادي وأبناء الأحساء.

[email protected]