الشعراوي يحتاج لتلقي المساعدة على النضج

أمبيرتو زابيلوني

TT

يستحق المهاجم الشاب ستيفان الشعراوي الحماية والرعاية حتى ينضج، لأنه يتمتع بمميزات كروية نادرة؛ لموهبته التي يظهرها في الملعب ولعقليته، ولكن دعونا لا ننسى أنه يبلغ من العمر 20 عاما فقط. وفي هذه السن لا يمكن أن يصبح رجلا ناضجا، حتى وإن كان يكسب في عام ما لا يكسبه الكثير من الرجال طيلة حياتهم. وعند هذا العمر أيضا يرغب الفتى في الخروج مع صديقته والذهاب للرقص والقيام بتصرفات الشباب الجنونية وارتداء ملابس غريبة والاستماع لموسيقى الراب والتغريد على موقع «تويتر» الاجتماعي. ويكفي القيام بتلك التصرفات باعتدال وتعقل كما يفعل ستيفان حتى الآن. حتى وإن لم يكن فتى طبيعيا ذا عشرين ربيعا يغلق آخر كتاب بعد الامتحان الذي نجح فيه ليحتفل مع أصدقائه في البار، لديه حق الاستمتاع بحياته، خصوصا وإن كان يستمر في احترام واجباته. وإن كانت واجبات ستيفان في ازدياد دائم، ليس فقط لأنه المهاجم الذي أيقظ الميلان من سباته، ولكن لكونه أحد مهاجمي المنتخب الإيطالي أيضا من بين ثلاثة لاعبين شباب إيطاليين يتمتعون بالموهبة الواعدة، ويمثل مستقبل الميلان والمنتخب الإيطالي.

ولم يصبح الشعراوي ميسي بعد، ولا كريستيانو رونالدو. ولكنه من أجمل الأمور التي حدثت لكرة القدم الإيطالية في الأعوام الأخيرة. ونشكر المدرب أليغري فقط لطريقة إدارته للاعب حتى الآن، في الدقائق المظلمة من مسيرته وكذلك في بداية الموسم وفي لحظاته الذهبية أيضا حينما كان يسجل باستمرار. واستبعاده من التشكيلة الأساسية بمباراة الأحد الماضي أمام نابولي قد «يساعد على النضج». وقد ذكرت المعالجة النفسية الإنجليزية آشا فيليبس في كتابها عن الأطفال الآتي: «الرفض لا يعني بالضرورة رفضا للآخر أو اعتداء، ولكنه على العكس يمكن أن يظهر الثقة في قوته وقدراته». ورفض أليغري لاستخدام الشعراوي أساسيا الأحد الماضي كان بمثابة رسالة واضحة، يمكنها فقط أن تساعد الفرعون الصغير على النضج على المستوى الإنساني والمهني. ولم يساعد هذا القرار فريق الميلان على الفوز على نابولي، وهذا ما تتقبله الإدارة والجماهير بصعوبة. ولكن كان هذا مفيدا في حماية ثروة الكرة الإيطالية، ليجعل المهاجم الشاب يقف على قدميه وليجعله يستعيد تعطشه لالتهام مدافعي الخصم كما كان يفعل حتى أعياد الميلاد الماضية. وبات الآن كل شيء أكثر صعوبة، لأن الخصوم درسوه وفهموا طريقة لعبه جيدا، وعليه الآن أن يخترع حركات جديدة يفاجئهم بها. ولن يعيقه وجود بالوتيللي إلى جانبه في الملعب، بل سيساعده وسيخفف عنه عبء ضرورة التسجيل وحده دائما.

ورفض المدرب أليغري لم يكن رفضا طبيعيا، فمن غير المجدي أن يواصل المدرب رفضه، ولكن كان هذا رسالة محددة، لا سيما عندما صاحبه ليتحدث معه عن «مسائل ذهنية». ولكن من الواضح وجود حاجة مسبقة لدق ناقوس الخطر، وتنبيه من يهتم بالأمر. والمدرب أليغري ليس غبيا لكي يترك نجمه الصاعد خارج الملعب من أجل تصرف طائش، ولكن الكثير من التدليل قد يفسد اللاعبين البارعين والجيدين أيضا. والتعامل معه بشدة أحيانا قد يساعده على النضج، خصوصا حينما لا يتوقع ذلك أحد.