من يعبث بالاتحاد..؟!

أحمد صادق دياب

TT

* انقسم الاتحاديون كثيرا، وكالعادة، حول قرار إبعاد محمد نور عن الفريق، وتحدثوا كثيرا، هناك من اندفع بلا هوادة وهناك من دافع بلا تردد...

* الملاحظة أن الفريقين المهاجم والمدافع كان كل منهما يحاول أن يوهم الشارع الرياضي بأنه من يمثل الجمهور الاتحادي العريض في كل مكان، وأخذ يقدم الحجج والبراهين على أن هذا الجمهور هو من يقود فكره وتوجهه.

* المتعمق في المسألة والمتابع لما كُتب حولها من الطرفين يمكن أن يركز على جزأين هامين من القضية الأصلية وهي إبعاد محمد نور:

الأول: أن الفريقين ومهما تباعدت توجهاتهما يتفقان على أن الاتحاد محتاج وبقوة لتجديد دماء الفريق الأول لكرة القدم.

* الثاني: يتفقان على أن التوقيت وطريقة الإبعاد لم تكن مناسبة، لإبعاد نجم بحجم محمد نور وبعد كل ما قدم للاتحاد.

* الفريق الأول المهاجم لقرار الإدارة يعتقد وبـ(مثالية) أن طريقة إبعاد محمد نور كانت لا تنم عن وفاء، ولا تمثل الروح الرياضية التي تدعو إليها الرياضة، بينما الفريق الآخر موقن بأنها الأسرع والأكثر تأثيرا من الناحية الإيجابية، وأفضل رسالة يمكن توجيهها لتصحيح مسار الفريق في المرحلة المقبلة، وأن في كرة القدم لا مكان للعواطف، وما قدمه محمد نور للاتحاد تسلم مقابله ولا داعي لتركيب أدوار بطولة لأحد.

* ليس بالضرورة أن نرجح كفة فريق على آخر، ولكن وكما يبدو أن الإدارة الاتحادية نجحت في تجاوز المنعطف الخطير الذي كان يهدد استمرارها، وتمكنت من السيطرة على وضع ملتهب وواجهت ضغط الموقف بشجاعة، لتؤكد على رأيها، وتتمسك به.

* المذهل في الموضوع أن البعض ركب الموجة وحاول أن يتوازن عليها، ليكون طرفا مع الفريق الفائز، وحاول بخبث شديد أن يكون طرفا مؤثرا مع الفريقين ليضمن تواجده.

* أجزم أن الفريق الثاني كان في انتظار هزيمة كبيرة للفريق أمام نجران والشباب، ليبدأ في كتابة موشحات من النقد المحموم، والفريق الأول كان يضع يده على قلبه خوفا من ذلك، لكن شباب الاتحاد أكدوا لهم أنهم قادرون على تعزيز التواجد، خصوصا أنهم بلا (غير سعودي) مؤثر في الفريق، ودعمهم بأربعة أجانب سيجعل من الفريق قادرا على العودة وسريعا...

* يقول العم صدقة وهو الاتحادي القديم المتابع لأخبار الاتحاد بدرجة كبيرة: الذي أراه الآن مجرد غبار، لا بد أن ينقشع، ما الذي يمكن أن يستفيده الاتحاد من هذا التناحر، إذا كان صاحب الشأن (محمد نور) ذهب ووقع لفريق آخر..؟ الاتحاد فقد عبر تاريخه لاعبين كانوا أعمدة الفريق في مرحلة ما، ولكنه استمر وهم اختفوا!!... وهذا ما سيحدث فلماذا هذا التناحر؟... أكثر ما أخاف على الاتحاد منه هم أصحاب الأهداف الذاتية وأصحاب تقديم الخدمات لبعض المنتفعين، فهؤلاء هم من يعبث بالاتحاد.