نور.. هل يشتعل عود الثقاب مرة أخرى؟

موفق النويصر

TT

بإعلان الأمير فيصل بن تركي، انضمام محمد نور قائد فريق الاتحاد السابق إلى نادي النصر، يكون الفريق العاصمي قد ضم بين أركانه شخصية فنية مختلفة وفريدة، كما يراها بعض الشارع الرياضي.

نور الذي لعب للاتحاد منذ عام 1996 ولم ينجح في فرض اسمه على خارطة الكرة الاتحادية فحسب؛ بل على المشهد الكروي السعودي بشكل عام، نظير الجهد الذي كان يبذله داخل الملعب مرتديا شعار ناديه، والذي توجه بـ21 بطولة خلال مشواره الرياضي.

هذا الجهد قسم الشارع الرياضي بين رأيين، الأول إمكانية استمرار نور في تحقيق النجاحات مع النصر عطفا على الثقافة القتالية التي يتمتع بها كلاعب وكقائد في وسط الميدان، ورغبته في إثبات نفسه لمن أساءوا التعامل معه، والثاني فشله في إحداث أي إضافة للنصر، استنادا إلى عمره الذي تجاوز الـ35 عاما، وشخصيته المتمردة غير القابلة للانصياع لقرارات الأجهزة الفنية والإدارية، والتي كانت السبب الحقيقي (غير المعلن) في الإجراء الذي اتخذته إدارة المهندس محمد الفايز بحقه.

شخصيا أجد أنه رغم مرور أكثر من 20 عاما على تطبيق نظام الاحتراف في السعودية، فإن تجربة انتقال النجوم من الأندية الكبيرة إلى أخرى كبيرة لم يحالفها النجاح مقارنة بالانتقالات التي تمت بين الأندية الصغيرة والكبيرة، يستثنى من ذلك حالات فردية يمكن حصرها في انتقال خميس العويران من الهلال إلى الاتحاد، وحسين عبد الغني من الأهلي إلى النصر، وأسامة هوساوي من الهلال إلى الأهلي، وبخلاف ذلك كان الفشل هو السمة التي وصمت معظم الانتقالات، بدءا من انتقال سعيد غراب في ستينات القرن الماضي من الاتحاد إلى الأهلي، مرورا بمرزوق العتيبي من الشباب إلى الاتحاد، وخالد مسعد وطلال المشعل وخالد قهوجي، وإبراهيم سويد من الأهلي إلى الاتحاد، ومحمد الخليوي من الاتحاد إلى الأهلي، وسعد الحارثي من النصر إلى الهلال، وأحمد الدوخي من الهلال إلى الاتحاد، وخالد عزيز من الهلال إلى الشباب ثم النصر، وعيسى المحياني من الهلال إلى الأهلي، وعبده عطيف من الشباب إلى النصر، وانتهاء بأحمد الفريدي المنتقل حديثا من الهلال إلى الاتحاد.

الأكيد أن نور كلاعب داخل الميدان لا يختلف على ثقافته الكروية شخصان، وقدرته على إحداث الفارق مع الفريق الذي يمثله هو ما راهنت عليه إدارة نادي النصر عند تعاقدهم معه، أما المخالفون لهم فيركنون إلى قصر تجربة اللاعب على ناديه فقط، وبالتالي من الصعب الحكم عليه وهو يلعب لغيره، ناهيك عن تباين أدائه أثناء تمثيل الاتحاد والمنتخب، حيث لم ينجح اللاعب في فرض نفسه على خارطة المنتخب بالشكل الذي كان عليه مع ناديه، حتى خلال سنوات نضجه الكروي.. فهل يتفوق نور على نفسه ويقدم مع النصر أداء يليق باسمه وتاريخه أم تتأكد معه مقولة أن عود الثقاب لا يشتعل إلا مرة واحدة؟

[email protected]