أداء فيدال مثمر في الدفاع والهجوم

أندريا سكيانكي

TT

انتصار يوفنتوس على الميلان ليس وليد التنظيم الخططي، وإنما من ركلة جزاء تسبب فيها خروج الحارس أميليا غير الحذر من مرماه. مع ذلك، ما يجب التركيز عليه هو الطريقة التي قرر اليوفي أن يواجه بها الميلان، حيث أضاف المدرب كونتي لاعب وسط لطريقة 3-5-2 المعتادة، وكثف خط الوسط، وطالب لاعبيه بعمل احتواء والذي نادرا ما رأيناه من قبل، وأرسل ماركيزيو للقيام بمهمة «التعطيل» بين الخطوط و«إزعاج» هجمات الخصم. إنه سلوك مختلف عن المعتاد إذن، ويعتمد على «الانتظار والانطلاق العكسي»، والذي يميل بصفة أساسية لغلق المساحات أمام الخصم وينشغل أقل بخلق ممرات لصالحه. وهكذا كان لدى الميلان كرة اللعب دائما تقريبا، وحقق استحواذا أكبر، وتنتقل الكرة من اليمين إلى اليسار في انسيابية رائعة، لكن من دون أن يوجه الضربات أو يجد اللمعان في المنطقة الساخنة من الملعب، أمام منطقة جزاء اليوفي. الفضل يرجع للاعبي كونتي الذين بقوا متماسكين جدا دائما، حيث المسافة القليلة جدا بين الخطوط، وبالتالي إمكانية مساعدة بعضهم البعض في كل لحظة. ما قام به أرتورو فيدال كان نموذجيا، حيث تم الدفع به في يمين خط الوسط، ووجد نفسه في مواجهة بواتينغ في الشوط الأول ثم مونتاري في الثاني، لكن المهمة الأولى للاعب التشيلي، والمخلص في اتباع أوامر كونتي، هي الاتساع إلى الجبهة اليمنى لإعاقة تقدم كونستانت. إن ظهير الميلان هو اللاعب الذي غالبا يستند عليه فريق أليغري (لمس 116 كرة في واقع الأمر) وفيدال جاهز لمضاعفة المجهود والضغط وغلق الجبهة. إنها مهمة عرقلة تؤتي ثمارها، حيث لم يفلح الميلان في الانطلاق عكسيا مثلما يريد، حيث غابت السرعة. فيما أعطى فيدال (بعيدا عن دقة ركلة الجزاء الشديدة) مساهمته برصيد 70 لمسة، و37 تمريرة (أخطأ في خمس منها فقط)، ولعب عرضية واحدة، وكرة طولية واحدة اخترقت الدفاعات.

في فريق الميلان الذي احتشد بخط وسط من ثلاثة لاعبين يلفت النظر مركز بواتينغ، جناح الوسط. في البداية في اليمين، ثم في اليسار. ضغط الغاني، واستعاد الكرة، وعرقل، وحاول تمرير كرات حاسمة لثلاثي الهجوم. لمس 88 كرة، ومررها 50 مرة (أخطأ في اثنتين فقط)، وساعد زملاءه على الاختراق سبع مرات. الانطباع هو أن بواتينغ يؤدي أكثر حينما يلعب في هذا المركز وليس حينما يتم الدفع به في مركز صانع الألعاب خلف المهاجمين أو ضمن ثلاثي الهجوم مباشرة. إنه يمتلك سهولة كبيرة في الركض، وبالانطلاق من الخلف، يمكنه الاستفادة بذلك بأقصى حد. أرقام مباراته تقول: إنه استعاد خمس كرات وفقد أربع، وفاز في ست مواجهات مباشرة وخسر في ثلاث فقط. أي أن الميلان لم يفتقد مساهمة بواتينغ، فالمشكلات شيء آخر تماما. لكن الآن يعود بالوتيللي وربما يصحح كل شيء.