إنهم يحاولون إسكاتك..!

أحمد صادق دياب

TT

انتهى دوري زين السعودي الأخير بهذا المسمى بتتويج البطل (الفتح) ببطولة الدوري، وختمها البطل بجمال فائق، وأداء مميز، وبشخصية لم تهتز، بعد أن اكتسح الاتفاق برباعية كان قادرا على زيادة غلته منها.. المهم في الأمر أن الجميع وبغض النظر عن ميولهم، كانوا متفقين، وهي ظاهرة غريبة على الوسط الرياضي، على استحقاق الفتح للبطولة، واختفت الكثير من التعليقات الغاضبة التي تعودنا على قراءتها من (مشجعي) الأندية التي لم يحصل ناديها على البطولة.

من الممكن جدا أن تخسر مباراة وأنت جيد في الأداء، ومن الممكن أيضا أن تفوز في مباراة لم تكن مقنعا فيها، لكن ما ليس ممكنا هو أن تفوز ببطولة دوري كامل وأنت سيئ.

يبدو أن الجولة الأخيرة من دوري زين السعودي كانت أفضل إجابة على من يقول إن الدوري ضعيف.. فالتنافس على الهبوط والمراكز استمر حتى آخر لحظات المباريات بحماس رائع لا يمكن إغفاله.

الليلة تلعب الأندية السعودية مباريات آسيوية، ومن المهم جدا رغم التأهل أن تستمر لغة الفوز، لأن في هذا زيادة مستوى الهيبة لدى المنافسين.

خطيرة ظاهرة الاتهام بالتلاعب في نتائج المباريات في دوري «ركاء»... وتحتاج إلى سرعة في التدخل من قبل اتحاد الكرة، والتحقيق فيها، لأنه إن صحت فهي مؤشر خطير جدا لا يجب قبوله، وإذا لم تكن صحيحة فيجب محاسبة من وزع تلك التهم مباشرة على الإعلام.

كنت في بداية الموسم الرياضي أعتقد أن فريق الربيع ربما يكون منافسا على إحدى بطاقات الصعود إلى الدوري الممتاز، وأنا أتابع الجهود الكبيرة المبذولة لاستقطاب عدد من اللاعبين المعتزلين والمنسقين من الأندية الأخرى، ولكني فوجئت بالفعل بهبوط الفريق إلى الدرجة الثانية، ربما أصبحت فكرة استقطاب المعتزلين من الأفكار البالية، ويجب التفكير في جيل جديد من الشباب يمكن أن يقدم أكثر.. كنت أحلم بفريق ثالث من جدة في الممتاز.. ولكن... بهبوط الوحدة من جديد إلى دوري الدرجة الأولى، تكون المعاناة قد عادت من جديد، وزادت الآلام في صدور أبناء مكة، ولكن المنطق يقول إن التركيز يجب أن يكون الآن ليس على العودة إلى الممتاز، بل إلى كيف يمكن الاستمرار فيه... بعد أن فشلت التجربة السابقة في إبقاء الوحدة هناك.

لا أعرف لماذا أصبحنا استعدائيين في الوسط الرياضي؟ فكثير منا، يتجه إلى تأويل أقوالك التي لا تناسبه، ويوجهها بطريقة عدائية تجاه شخصيات اعتبارية معينة، فقط ليشعرك بأنك أخطأت وتجاوزت كل الخطوط الحمراء..!! وفي واقع الأمر هو يقلل من ذاته لأنه لم يستطع أن يتعامل معك بعقله وفكره وذكائه، أو يرد عليك بمنطق وعقلانية، فاستعان بمن يعتقد أنه قادر على إسكاتك، ليس بمنطقه، ولكن بمكانته الاجتماعية.