درس ألمانيا العظيم مرآة للاقتصاد الأوروبي

أندريا سكيانكي

TT

إجمالي الحساب مرتفع جدا، وهو ثمانية أهداف مقابل هدف وحيد. تمضي الكرة الألمانية على رماد تلك الإسبانية، ولقنتها درسا تاريخيا من ناحية الأداء والنتيجة، وحجزت طائرتين إلى لندن، حيث استاد ويمبلي ونهائي الشامبيونزليغ هذا الموسم. بعد «الصفعات» التي تلقاها برشلونة أمام البايرن، تم سحق ريال مدريد أيضا. إنها ضربة قاضية مرعبة، وأربعة أهداف طرح روبرت ليفاندوفيسكي بها مورينهو أرضا على طريقة تايسون، وأخرسه وأرسله خارج حلبة الملاكمة تقريبا. نتفق جميعا أن كل شيء، في كرة القدم، وارد الحدوث دائما، لكن سيكون صعبا جدا على ريال مدريد قلب موقف كهذا. وهكذا يتجه الأمر بنا نحو ديربي ألماني في نهائي الشامبيونزليغ، وبالتالي تبدو كرة القدم مرآة عاكسة للاقتصاد الأوروبي، مع ألمانيا التي تهيمن وتفرض على الجميع إيقاعها الخاص، وقواعدها الخاصة وقوتها الخاصة. والفشل من نصيب من لا يتأقلم معها، مثل البارسا والريال.

إن رباعية ليفاندوفيسكي، وهي الإنجاز الذي يحتاج إلى تسليط للضوء بغض النظر عن أي شيء آخر، وخصوصا أنها جاءت في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، تفرض تأملا وتفكيرا: هل من الممكن أن أيا من إداريي الأندية الإيطالية لم يلحظ هذا المهاجم البولندي قبل وصوله إلى دورتموند (قادما من ليخ بوزنان) في عام 2010؟ وهل سوق الانتقالات البولندية لها متابعة أقل من تلك الجنوب أميركية؟! فريق يوفنتوس، مثلا، تابع ليفاندوفيسكي في 2012 خلال أمام أوروبا الأخيرة، لكنه تراجع في سعيه لضم اللاعب. ولم يتم إعلان السبب وراء تعثر الصفقة، سواء كان لقلة الثقة باللاعب الكبير أو لمسائل اقتصادية بحتة (ونأمل أن تكمن الحقيقة في السبب الثاني). تبقى إذن مسألة أن ليفاندوفيسكي يقود الآن فريق بوروسيا دورتموند نحو نهائي الشامبيونزليغ ويقولون إنه يعد حقائبه للانتقال إلى بايرن ميونيخ العام المقبل. إذا لم يكن بطلا بعد، فإنه ينقصه القليل جدا ليصبح كذلك. ومن مباراة نصف النهائي الثانية هذه، يبقى في الأعين تسريع ريوس وغوتزه للأداء، وبالطبع دقة ليفاندوفيسكي وآلية لعب فريق بوروسيا الرائعة، وكذلك أيضا الفقر الخططي لريال مدريد. كما أن كريستيانو رونالدو المعتاد، صاحب هدف التعادل المؤقت قبل انتهاء الشوط الأول بقليل، أبقاه على قيد الحياة، لكن الجميع أدرك أن الموقف بلا أمل. بينما مورينهو، أمام مقعد بدلاء فريقه، يهز رأسه، ويتبادل الحديث مع لاعبيه، ويسجل النقاط (لكن ماذا قد يكتب؟)، ويرتب، ويغضب، ويصيح، لكنه لا يفلح في تغيير سير المباراة. وأكثر من مدرب بارع وذي كاريزما مثل مورينهو، إننا نحتاج لساحر كي نحول ريال مدريد إلى فريق. ومورينهو ليس ساحرا بعد.