«الألمان» غيروا خارطة أوروبا الكروية!

هيا الغامدي

TT

بكل اقتدار وبقوة مدافع النار وبواقع تراجيدي مؤلم لكبيري كرة القدم الإسبانية المجيدة ريال مدريد وبرشلونة تلك التي اعتلت العالم الكروي ولا تزال تعتلي عرش قوائم الفيفا، وفي الوقت ذاته مفرح لكبيري كرة القدم الألمانية البايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند تجاوز الأخيران نظيريهما الإسبانيين ليثبتوا على مصداقية القاعدة الجديدة أن الماكينات الألمانية قادمة وبكل جدارة واقتدار وبقوة لتحتل تلابيب قلب أوروبا والدوري الأقوى والأشهر والأعظم بالعالم وفي القارة العجوز!

الدور نصف النهائي تقابل فيه ممثلا الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة مع بروسيا دورتموند وبايرن ميونيخ واستطاع الأخيران قهر كبار الكرة الإسبانية وأوروبا الذين أحكموا قبضتهم عليها سنين طوالا وأخص بالذكر الملكي ريال مدريد الذي تحصل على الكأس الأوروبية (9 مرات) كأكثر الفرق الأوروبية حصدا لها، يليه برشلونة (4 مرات)، بحين أن دورتموند حصدها مرة واحدة فقط بينما البايرن ميونخ (3 مرات)!

صورة الدراما أو التراجيديا الحزينة ليست في خسارة الملكي والكتالوني فحسب، كون الخسارة واردة ومتوقعة في كرة القدم عموما ولكن في عظمها ودويها وأصدائها وبالذات مع برشلونة الذي أذله البايرن أسوأ إذلال وهزمه في عقر داره (بالكامب نو) وخارجه بواقع (7/ للا شيء) للكتالوني أسوأها ما جاء بنيران صديقة هدف المدافع الإسباني بيكيه، وهي الخسارة التاريخية الأعظم سواء لبرشلونة أو بالدور نصف النهائي على مستوى دوري أبطال أوروبا!! حيث لا يزال صداها يتردد بالأوساط العالمية لا الأوروبية فحسب وبالذات في الأوساط المغرمة حد الثمالة بهذا النادي النموذجي الأشهر في العالم!!

والآن أصبح النهائي ألمانيا خالصا ليثبت شيئين؛ أولهما أن الكرة الألمانية قادمة وبقوة لإعادة تشكيل الخارطة الذهنية والفنية والكيميائية لكرة القدم الأوروبية. وثانيهما أن العمل التخطيطي المتعاقب والمتصاعد لم يبدأ من الآن ولكنه تتمة لزمن جميل بدأه الألمان مبكرا وعملوا على تصعيده. وأعتقد أن الكرة الألمانية لديها هدف مؤكد تريد الوصول إليه وهو ما بدأته مبكرا منذ سنوات وأثرت من خلاله على كرة القدم العالمية سواء في المونديال تحديدا الذي نظمته أو في الألقاب الأوروبية والعالمية المتتالية!

والشيء الآخر أن الألمان أنفسهم مقتنعون وواثقو الخطى في هذه البطولة الصديقة (لا الصدوقة)، فالمعنى الأخير مرتبط بالإسبان والإنجليز وتحديدا الأول لكنها باقية على أواصر الصداقة بفضل اجتهادات كبيرها الثقيل صوتا وتأثير البايرن ميونيخ الأعظم والأشهر محليا وأوروبيا وعالميا كذلك!

مذلة تلك الدموع التي تساقطت من مقل كريستيانو ورونالدو هداف البطولة، وعلى الرغم من أن الإنجليز أكثر الفرق المشاركة بواقع أربعة فرق فإن الخارطة الجديدة لأوروبا خلت من الإنجليز وهم الذين سيستقبلون بترحاب عظيم نهائي أوروبا على الملعب التاريخي الشهير ويمبلي في قلب لندن بمناسبة الذكرى 150 لتأسيس اتحاد بلادهم للعبة وهو ذاته الذي احتضن آخر نهائي بين برشلونة والمان يونايتد وانتهى بفوز ممثل إسبانيا!

لا كبير على كرة القدم، التاريخ للأرشيف.. الحاضر هو الأهم والأبقى.. والمستقبل يبقى في أجندة التخطيط، أيا كان البطل هذا العام الفرحة ألمانية واللقب لألمانيا والإنجاز للماكينات الذين سيغيرون بديناميكيتهم وجه كرة القدم ليست الأوروبية فحسب بل العالمية (على ما أظن) وليس كل الظن إثما!!

[email protected]