هل أدار بلاتر اللعبة؟

مسلي آل معمر

TT

نتحدث كعرب وخليجيين عن مقعد رئاسة الاتحاد الآسيوي وكأننا ننتظر نهضة رياضية حتمية خلال سنوات، بل إن كثيرين يرون أن خسارة المرشح تعتبر عارا على البلد، وكأن المقعد هو الذي سيغير واقعنا الرياضي. والحقيقة أنني لا أتفق مع جل ما أثير حول هذه القضية، فالأمر من وجهة نظري لا يعدو إلا إنجازا شخصيا لمن يرشح نفسه، أما البلد أو الاتحاد المحلي فلا علاقة له بذلك؛ ففي كوريا واليابان مثلا لم يشغلوا أنفسهم بصراع الانتخابات، لإيمانهم بأنهم يحتاجون إلى تطوير أنفسهم قبل أن يطوروا الكرة القارية، كما أن إسبانيا وفرنسا وإنجلترا المتطورة كرويا ظلت بمنأى عن مثل هذه المنافسات على مستوى «فيفا» التي لا تضيف شيئا. أما ما أريد الوصول إليه فهو أنني أقول: إذا كنا عاجزين عن تطوير أنفسنا.. كيف نأخذ على كاهلنا تطوير القارة؟.. إذا كان لدينا كوادر جديرة بالمنصب.. لماذا لم ندعها تطور كرة القدم السعودية؟

والطريف في الأمر أن الغالبية كانوا يذهبون إلى أن يوسف السركال سينتصر في الانتخابات نظرا لرصده ميزانية كبيرة لحملته الانتخابية، وذلك في تلميح واضح إلى أن الأمور كانت ستحسم بشراء الأصوات، لكن ما حدث كان العكس، فقد اكتسح اللعبة الرجل الذي دخل بلا ميزانية وأثبت أن عملية الشراء هي وهم صنعه الإعلام طوال السنوات الماضية، بل إن الوضع قائم على العلاقات الشخصية، ولو أنني أعتقد أن بلاتر قد دخل في اللعبة للقضاء على أصدقاء خصمه اللدود محمد بن همام والقضاء على وجودهم داخل أروقة اتحاد القارة الكبرى، فهو يريد أن يجرد ابن همام من كل أسلحته ويعلم أن سيطرته على اتحاد قاري كبير يشكل خطرا كبيرا عليه، وما يعزز هذا الاعتقاد أن سلمان آل خليفة لم يكلف نفسه عناء الحضور إلى اجتماع عمان، فقد كان يعرف ماذا يفعل؟

بغض النظر عن الربح والخسارة في الانتخابات، تبقى مصلحة القارة معلقة بفكر الرئيس الجديد، حيث يستطيع دفع الاتحادات الوطنية نحو تطوير اللعبة من خلال فرض المعايير التي ترتقي بمستوى المنافسة، وذلك على غرار ما عمله ابن همام الذي أبدع في إطلاق دوري أبطال آسيا، وبطولات المحترفين على مستوى الاتحادات المحلية، وهذه من وجهة نظري الخاصة أهم مرحلة تطوير مر بها الاتحاد القاري منذ إنشائه.

في النهاية.. أعتقد أننا لا يجب أن نشغل أنفسنا بمن يرأس الاتحاد القاري.. علينا أن نفكر كيف تكون منتخباتنا وأنديتنا متسيدة بطولات القارة الصفراء.