هل يرحل ستراماتشوني بعد هذا الموسم الهزيل؟

لويجي جارلاندو

TT

هل يمكن أن ينهض فريق ما مع مدرب ابتعد عن قمة الدوري بأكثر من 30 نقطة وخرج من منطقة التأهل للبطولات الأوروبية برقم قياسي تاريخي من الهزائم؟ وهل يمكن للإنتر أن يبدأ مرحلة إعادة البناء تحت قيادة ستراماتشوني مدربه الشاب الذي يخطو أولى خطواته في عالم التدريب؟ هل يحتاج إنقاذ الفريق من الاكتئاب الذي أصابه بعد هذا الموسم الكارثي وخسائره الفادحة إلى طي صفحة الموسم الحالي وتكليف مدرب أكثر خبرة بقيادة الفريق في الموسم المقبل؟ هذه هي الأسئلة التي تشغل بال جماهير الإنتر وتضع الكثير من الشكوك حول التأكيدات الرسمية لموراتي رئيس النادي. ستراماتشوني نعم أم لا؟ هل هو مدرب واعد أم مدرب فاشل؟

إن الجماهير الغاضبة التي تنتقد الفريق وتعتمد على الأرقام في حكمها، مثلما يعتمد العجائز على حواجز السلم للصعود، لا تتردد في الحكم على ستراماتشوني بأنه مدرب غير كفء ويجب طرده من قيادة الإنتر. لكن الأرقام يجب أن ينظَر إليها بصدق وأمانة. فإذا كان الإنتر قد حقق رقما قياسيا من الهزائم هذا الموسم، فقد تعرض أيضا لرقم قياسي من الإصابات التي كانت أشبه بوباء أصاب الفريق. وإذا كانت الأرقام الخاصة بترتيب الإنتر في جدول الدوري مخيبة لآمال جماهيره، فينبغي النظر أيضا إلى الأرقام الخاصة بالجانب الخططي، وهي طرق اللعب التي كان ستراماتشوني ينوي تطبيقها لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب الصفقات الفاشلة وغير الموفقة في سوق الانتقالات، مثل صفقات مركز ظهير الجنب الهجومي وصانع الألعاب. فلا يمكن الحكم على نتائج الإنتر ومدربه دون وضع الأرقام في سياقها الحقيقي. وإذا كان موراتي يبدو لمرة واحدة مصرا على رأيه في المدرب وإيمانه بقدراته، فإن السبب في ذلك هو أنه تعلم بشكل شخصي أن الحكم بالمظاهر يتسبب أحيانا في أخطاء فادحة لا تغتفر. فبالوتيللي على سبيل المثال كان يبدو في الماضي لاعبا لا يمكن الاستفادة به وينبغي التخلص منه في أسرع وقت ممكن، لكنه اليوم هو قلب هجوم المنتخب الإيطالي الذي يسجل هدفا في كل مباراة ووصل بالميلان إلى حيث كان الإنتر يرغب في الوصول. لقد انتزع الإنتر ستراماتشوني من نادي روما ومن عروض اليوفي وفيورينتينا في صفقة كبيرة وغير معتادة بالنسبة لمدرب في قطاع الناشئين. وهو يحظى منذ سنوات طويلة بتقدير كبير في عالم كرة القدم بفضل موهبته الكبيرة الخارجة عن المألوف. فهل يكفي موسم واحد ذو نتائج كارثية يصعب تكرارها للحكم على فشله والمخاطرة برؤيته يتألق مع ناد آخر مثلما حدث مع بالوتيللي؟

إن موراتي يواجه في الساعات الأخيرة تحديا كبيرا وصراعا مريرا بين الرغبة في تطوير الإنتر وتحسين نتائجه في المستقبل ومحاولة الدفاع عن ستراماتشوني ومنحه الفرصة للاستمرار وإثبات الذات. فالإنتر عندما توافر لديه اللاعبون (المثلث الرائع) والظروف المواتية، نجح في قهر اليوفي في عقر داره وضيق الفارق معه في القمة إلى نقطة واحدة فقط. وكان دفاع الإنتر، الذي يبدو حاليا هشا وضعيفا، قويا في ذلك الحين، وكان الفريق بأكمله يتمتع بالتنظيم والقوة. ولا شك أن التطلع لإنجاز مستقبلي يتطلب جهدا كبيرا في تذكر العمل الرائع في تلك الفترة من الموسم الحالي ومحاولة استغلال ذلك لضمان مستقبل رائع مع لاعبين آخرين واختيارات خططية مختلفة.