واقعنا الرياضي

أحمد صادق دياب

TT

* وسطنا الرياضي مع الأسف خليط عجيب ومذهل من الأفكار السلبية التي لا تتداخل بشكل يدعو إلى الشفقة في كثير من الأحيان.. فبفوز فريق وخسارة آخر يمكن أن يتحول التوجه إلى هدفين لا ثالث لهما، فإعلام وجمهور الفريق الفائز يبدأ بمهاجمة الفريق الخاسر، وينسى ويتناسى الأخطاء الكبيرة التي يمر بها فريقه، ما يؤدي إلى تفاقمها بعد انتهاء فترة الفرح، بينما إعلام وجمهور الفريق الخاسر يتوجه كلية نحو تبرير الهزيمة بكل ما أوتي من قوة، فيرميها بعيدا عن الأسباب الحقيقية، ويوجهها نحو الفريق الفائز والتحكيم والجو والاتحاد السعودي ولجانه.

والفريقان يبدوان من هذا المنظور يحاولان ربط النتيجة بطريقة خاطئة، وبالتالي تستمر الأخطاء بلا تصحيح، ويظل أصل المشكلة بعيدا عن الملامسة والتصحيح.

مع الأسف ما زلنا ننظر نحو كرة القدم بمنظور القضاء على الخصوم، وليس بمنظور المنافسة، فمن يقرأ التعليقات بعد خسارة مباراة يعتقد ويجزم بأن ذلك الفريق يتلقى أول هزيمة في تاريخه الطويل، أو أنه يخرج من بطولة مكتوبة ومسجلة مقدما باسمه.

فالجمهور يطالب بتنحية الرئيس والإدارة حتى اللاعبين، ويبدأ بتوزيع الاتهامات يمنة ويسرة بلا رقيب، مدفوعا بمجموعة من المشجعين المتسللين إلى الواجهة الإعلامية.. وهو واقع يقف عائقا أمام أي تنمية أو تطوير ذاتي للعبة والأندية، لأن كثيرا من الجهد يذهب في محاولة الوقوف في وجه هذه الهجمات من عدة اتجاهات.

لا أريد أن يفهم من كلامي أنني ضد الانتقاد، أو محاولة الإصلاح، بل على العكس من ذلك، فأنا من أكبر مؤيدي الانتقاد الذي يهدف إلى تحقيق المصلحة العامة، لكن أن تكون لغة الانتقاد مبنية على نوع من التعصب الأعمى الذي يحاول أن يفرض أفضلية وهمية لفريق على واقع غير منظور، يتغير مع أول فوز جديد للفريق، فهذا ما أنا وغيري ضده.

* البعض يلعب كالمرجيحة، فتارة تراه في هذا الجانب، وبعد قليل هو في مقدمة الجانب المناقض.

* كثير من الإعلاميين مع الأسف فقدوا كثيرا من الاحترام، من خلال محاولاتهم الحثيثة المكشوفة لتغيير واقع عاشه وشاهده الآخرون.

* من يعتقد أن خسارة فريق لمباراة أو بطولة تعني نهاية الفريق، لا يفقه قيمة ومكانة كرة القدم.

* من جملة الأخطاء التي يقع فيها كثيرون أنهم يؤمنون بالعناوين ولا يقرأون الموضوع قبل أن يصدروا أحكامهم.

* من حق أي جمهور أن يعمل ويسعى ويصر على أن يكون فريقه في القمة، ما ليس من حقه هو أن يقلل من كفاءة وقدرة الآخرين على أن يكونوا في القمة أيضا.

* لا أعرف من يفوز بكأس الملك للأبطال، لكنّ الأربعة الواصلين يستحقون أن يتنافسوا عليه، لأن فوزهم أتى بجدارة وتعب وحرص، وبالتالي من حقهم أن يكونوا في القمة.

* بالتأكيد هناك أخطاء قادمة في التحكيم، لكن لا يمكن التشكيك في الذمم ونقسم أنها متعمدة.