أنديتنا والقدرة على الإحلال والتسريح!

هيا الغامدي

TT

بقرارها الجريء والشجاع بتسريح اللاعبين الكبار والاستعانة بجيل الشباب، تفردت الإدارة الاتحادية الحالية بسياسة جني الأرباح مؤقتا وتصعيد لاعبي الأولمبي وإعطائهم الثقة والفرصة والمساحة لإثبات الذات، بعد أن عانى الفريق الاتحادي في السنوات الأخيرة الركود والجمود والوقوف عند نقطة لم يعتد عليها أعادته للصفوف الخلفية بشكل ألهب حماس القائمين عليه فأعادوا النظر بسياسة الإصلاح الداخلي والذي يبدأ من النسيج الفني استكمالا لمنظومة البناء والتصعيد لملكات القاعدة بما يملكه الفريق من خامات حققت نجاحات على مستوى الناشئين والشباب والأولمبي، ولعل أبرزها ما حققه فريق الناشئين من إنجاز بتحقيقه المركز الثاني على مستوى دوري المملكة وتقديم أسماء صعدت للأول قدمها وبقوة المدرب الوطني محفوظ حافظ كفهد المولد وعبد الفتاح عسيري وعبد الرحمن الغامدي.!

والمعروف أن الإدارة الاتحادية هي أول من اهتم بإرسال بعوث (مستكشفين) من قبلها للبحث عن مواهب سنية بمختلف مناطق المملكة بشكل غير مسبوق، وأعتقد أن جرأتها باتخاذ قرار تسريح نجوم كبار كنور والمنتشري وتكر ابتداء ومرورا بتصعيد فئة الشباب بالأولمبي وانتهاء بإرسال (عيون) للبحث والتنقيب عن مواهب؛ كل هذا ينم عن بعد نظر استراتيجي تخطيطي احترافي يضاهي ما لدى الدول الأوروبية المتقدمة من فكر استثماري خصب، وهو استثمار في الإنسان!

سياسة الإحلال التي انتهجها الاتحاديون إيجابية بقدر، وما لم تخرج عن القدر (الموزون) والنسبي لأنه مهما كان اللاعب الشاب بحاجة لإطار خبراتي في الملعب يوظف معه إمكاناته ولاعب الخبرة بحاجة لحماس وتحفيز وديناميكية الشباب، وهي السياسة المعقولة التي انتهجتها فرق الهلال والأهلي والشباب حاليا بالمزج بين لاعبي الخبرة والشباب بمقادير موزونة ومعتدلة، والعكس تماما النصر الذي يغفل تماما عامل الشباب والوجوه الجديدة ويعتمد على خراج الأندية (المنسقين) من لاعبين كبار ومستهلكين حد الإفلاس صراحة بشكل يضفي الجمود والركود على فريق معظم لاعبيه (عمالة زائدة) من الأندية بشكل أصبح يعاني فيه من أزمة فكر ابتداء، خصوصا فيما يخص سياسة جلب اللاعبين والتعاقد مع المحليين، وبشكل أصبح مألوفا فيه أي نجم منسق إلى أين وجهته؟!

أسألكم بالله ما الذي استفاده النصر من تجميع عبد الغني.. ومعاذ وعطيف ونور؟! وبالمقابل كيف غيرت الوجوه الشابة من نتائج الهلال والأهلي والشباب؟!

الأكاديميات ومراكز الناشئين والشباب والأولمبي تهدف لاستقطاب المواهب لصقلها وإخراج نجوم بفكر احترافي يستفيد منه النادي والمنتخب، لكن من الذي استفاد من تلك المناجم الكروية؟! أو بالأحرى كم من الأندية يستفيد إيجابيا كما العالم الكروي المتقدم من تلك المصانع (قلة) ولعلي أشيد بالعمل الأكاديمي بالنادي الأهلي، وأيضا القائمين على الفرق السنية بنادي الهلال. ودية منتخبنا أمام الأرجنتين تألق فيها الوجه الشاب كفهد المولد ونواف العابد ومصطفى بصاص وياسر الشهراني ويحيى الشهري وسلمان الفرج ومنصور الحربي.. رفعوا رؤوسنا بحيويتهم وحماسهم وديناميكيتهم.

لدينا مسابقة مخصصة للشباب.. كأس الأمير فيصل بن فهد تحت 23 سنة ينبغي النظر إليها ولمخرجاتها، ولدينا مستقبل كروي يتطلب دماء شابة، نتمنى على إداري الأندية أن يحذوا حذو الإدارة الاتحادية وقرارها الجريء بتسريح الكبار.

كرتنا ليست مفلسة من المواهب، لكن الأندية هي المفلسة من الفكر والجرأة والثقة بالذات والإمكانات!

[email protected]