مشروع النهوض بالإنتر

أندريا إليفانتي

TT

تبدأ إعادة البناء دائما من الأساس. فهناك دائما نقطة واحدة أو أكثر تمثل ركائز أساسية تقوم عليها إعادة بناء أي فريق. وأوضحت تصريحات موراتي رئيس الإنتر الذي يعتبر مخطط وقائد إعادة بناء الفريق أن أحد هذه النقاط الأساسية تحمل اسم ستراماتشوني، ذلك المدرب الشاب الذي يمنحه موراتي ثقته من أجل إعادة بناء الفريق في حقبة ما بعد الثلاثية. وقد كثرت التكنهات والشائعات والتوقعات حول هوية مدرب الإنتر في الموسم القادم وتوقع الكثيرون رحيل ستراماتشوني بعد نتائج الفريق السيئة هذا الموسم، لكن موراتي كان يسبح دائما ضد تيار الشكوك ويؤكد بقاء ستراماتشوني مع الإنتر في الموسم القادم. وأظهر موراتي ثقة كبيرة في مدربه الشاب وأكد بقاءه مع الفريق بشكل واضح لا لبس فيه يصعب معه الاعتقاد أنها كانت مجرد تصريحات دعائية. ويتردد أن موراتي يعبر لستراماتشوني دائما عن تقديره له ولقدراته عندما يتحدثان بشكل منفرد وهو ما جعل الحديث عن مشروع الإنتر المستقبلي يتردد أكثر من مرة في تصريحات موراتي وستراماتشوني نفسه في دليل واضح على بقاء المدرب الشاب في قيادة الفريق.

هذه هي الحقيقة المؤكدة التي تظهر للجميع من داخل الإنتر. ورغم الغضب الجماهيري الكبير ضد الفريق ورغم الشكوك التي أحاطت بمدربه ستراماتشوني مع استمرار النتائج السيئة، لم يظهر رئيس الإنتر أي تردد أو تغير في موقفه من ستراماتشوني ولم تظهر أي إشارات على وجود خطة بديلة من شأنها إقناع موراتي بتغيير موقفه. وقد بدأ رئيس الإنتر بالفعل في التشاور مع ستراماتشوني من أجل التخطيط للموسم الجديد ويتردد أن الاثنين سيعقدان اجتماعا لتحديد خطة الإنتر في سوق الانتقالات الصيفية القادمة. فرغم ضياع حلم التأهل للدوري الأوروبي لم ينتقد موراتي، ستراماتشوني وأشار مجددا إلى العقبات والصعوبات التي يواجهها المدرب الشاب في عمله مع الفريق.

وإذا كان ستراماتشوني هو إحدى الركائز الأساسية في إعادة بناء الإنتر، فإن موراتي ينوي منحه المساعدة اللازمة للنهوض بالفريق بشكل حقيقي ووضعه في موقع المسؤولية الكاملة في ذات الوقت. ولعل أولى خطوات مساعدة ستراماتشوني سوف تتمثل في إزالة كل العقبات التي أرقته هذا الموسم وجعله يتفرغ للتدريب فقط دون التفكير في الكثير من الأمور الأخرى الخاصة بالفريق التي تستهلك جزءا كبيرا من جهده وتركيزه. وسوف يتم ذلك من خلال إعادة هيكلة فريق الإنتر وهي العملية التي بدأت بالفعل بالاتفاق مع الجهاز الفني وستكون عملية كبيرة على أساس ميزانية النادي التي ستتأثر في الموسم القادم بقلة الموارد المالية بعد فشل الفريق في التأهل لإحدى البطولات الأوروبية. وهنا تظهر في الصورة بعض الاتصالات التي أجراها الإنتر مع عدد من المجموعات الاقتصادية التي ترغب في الدخول في شراكة مع الإنتر، دون استبعاد إمكانية بيع حصص من أسهم النادي لبعض المستثمرين الأجانب. ويعني هذا ضخ أموال جديدة في خزانة النادي التي عانت بشدة بعد فشل صفقة الشراكة مع الجانب الصيني المتمثل في شركة «China Railaway Construction»، وكان نادي الإنتر ينوي استخدام جزء من هذه الأموال في سوق الانتقالات. وقد أشار موراتي في تصريحاته إلى أمر مهم عندما لمح إلى ضرورة وجودة «قوة أكبر في سلطة النادي». ولم يستبعد موراتي أيضا ضم إداري جديد ومميز إلى الجهاز الإداري للإنتر دون المساس باختصاصات برانكا وأوزيليو. فانضمام شخص جديد إلى الجهاز الإداري للفريق من شأنه أن يمنح ستراماتشوني المزيد من الدعم وقد يصبح هذا الإداري نقطة مرجعية إضافية تساعد المدرب الشاب في عمله اليومي مع الفريق.