أول معلومة في دليل المدرب المثالي للميلان

فرانكو أرتوري

TT

الخياط، دون مهنة، غير القادر، العاصي، العنيد.. أكثر من كونها صفات هي أسباب إعفاء من تدريب الميلان، تم التصريح بها أو التلميح إليها حتى دون كتابة. إن قصة برلسكوني ومدربيه لا تشتمل في الواقع على فصول كثيرة، فعلى مدار 27 عاما من رئاسة النادي قام بإقالة 10 مدربين فحسب. وهو ما لا يعد شيئا مقارنة بمتوسط موراتي، رئيس الإنتر، الذي قام بقطع 20 رأسا للمدربين خلال 18 موسما فحسب. ويبدو برلسكوني بعيدا للغاية أيضا عن الالتهام الشرس لرئيس نادٍ مثل زامبريني أو تشيللينو. على أية حال ساطور الإقالة الذي استخدمه برلسكوني وقع أيضا على رؤوس مدربين مهمين أمثال ليدهولم وزاكيروني وفاتح تيريم وحتى المحبوب للغاية انشلوتي، وكذلك رؤوس المدربين الذين تربوا في النادي أمثال أريغو ساكي وكابيللو وليوناردو.

والآن يبدو أليغري في قائمة الانتظار، وجميع الحلول أبوابها مفتوحة. إذن النتيجة ليست كلها في التقييمات النهائية. وعليه من المشروع التساؤل حول: من هو مدرب برلسكوني المثالي الجدير بالجلوس على مقعد «النادي الأكثر إحرازا للألقاب على مستوى العالم»؟ وسنحرص في السطور القادمة على ذكر صفات هذا المدرب بحذر.

إنها الحالة المناسبة لاتخاذ برلسكوني الأمور على محمل الجد. ليس فحسب لأنه هو الذي ينفق الأموال ولذا فهو الذي يقرر، القاعدة الوحيدة المؤكدة في عالم كرة القدم. ولا حتى بسبب تواصله الفني الثابت بالفريق الاجتماعي لمجموعة اديلنورد. وإذا حلقنا فوق بعض حالات الإقالة التي كانت من الناحية التقنية مستحيلة سنجد أن الطاقة التحفيزية (والمالية) لرئيس النادي كانت متوفرة بلا شك، كذلك مثل بعض الرؤى الخاصة به (مثلما حدث مع ساكي وكابيللو).

برلسكوني لا يبحث عن رجل مطيع للأوامر في مملكته الميلان، فقد أدرك منذ فترة أنه لا يمكنه القيام بدوام كامل بدور المدرب حتى وإن كان يروق له ذلك. ولكنه يريد أن يتم الاستماع إليه. ولا حتى هذه هي الحالة المناسبة لإطلاق السخرية بشأن غياب «اللعب الممتع». على العكس، هذا مصطلح مستحدث داخل كرة القدم الإيطالية. هناك ملاحظة بسيطة: كم عدد الفرق التي تفوز وهي تلعب بشكل سيئ؟ قد يحدث ذلك مرة أو مرتين، ولكن على مدار مواسم من حصد البطولة المحلية وبطولات الكؤوس تصل الفرق إلى الألقاب وهي مصحوبة بالإشادة والتصفيق. ودون الحديث عن الفرق التي صنعت تاريخ الميلان (بقيادة ساكي وكابيللو وانشلوتي)، إذا لم تضع داخل الملعب لعبا مبتكرا ومقنعا ومثيرا للإعجاب فلن تصل أبدا. وإذا ألقينا نظرة عابرة على أندية برشلونة وبايرن ميونيخ وبروسيا سنجد أن النهج هو ذاته، نهج برلسكوني.

رئيس الميلان في حاجة أيضا إلى الشعور بحماسة من الجانب الآخر والاستعداد للغزو والإيمان بالرسالة. لا يريد أن يشعر بسخرية مبالغ فيها. المهنة والخبرة من المفترض أن تكونا أدوات لا حواجز دفاعية ضد التطفل. وها نحن نصل إلى المفتاح، المدرب المثالي للميلان ينبغي أن تكون لديه القدرة على «استيعاب» النصائح الأكثر أصالة من جانب رئيس النادي دون أن يفتح فكه من الضحك أو يشد في شعر رأسه ولكن باحترام منعكس، مع الصبر والصلابة. ربما أن الدليل الخاص بالبقاء طويلا على مقعد الميلان سيكتبه انشلوتي أكثر من الجميع، وهذا ليس فحسب بسبب رقمه القياسي في مدة البقاء لسبعة مواسم ونصف مع الفريق، بل انظروا إليه وهو يدير العلاقات الإدارية ما بين القلة الروسية والشيوخ العرب والأقطاب الإسبانية. موهبة فطرية، ولكنها داخل الملعب غالبا ما يتم ترجمتها إلى نتائج كبيرة وعروض كروية طيبة. هل قرأ أليغري هذا الدليل؟ وبالأحرى هل تعلم منه؟ هذا ما ستعلمونه في الساعات المقبلة.