أجرأ إدارة رياضية!

عادل عصام الدين

TT

من حق إدارة نادي الاتحاد الحالية أن أصفها بالإدارة الجريئة والشجاعة، طالما أنني كنت أنتقد إدارات النادي في العشرين عاما الماضية كونها تفتقد للجرأة والشجاعة وتتقاعس عن التجديد والتغيير في الصفوف كما تفعل الأندية الأخرى. ولو تسنى لي العودة لكل ما كتبته في هذا السياق لوجدت أنني كررت التركيز على العلة الاتحادية المتمثلة في الخوف من التغيير ولم تكن إدارات النادي السابقة قادرة على إحداث التغيير المطلوب بسبب سطوة النجوم وعشق الجماهير الجنوني للنجوم، والعاطفة التي تقف حجر عثرة أمام أي تغيير يطال الأسماء الكبيرة حتى لو لم يعد لدى هؤلاء النجوم ما يقدمونه.

وللتذكير فقط أؤكد أنني انتقدت إدارة الاتحاد حين أبعدت نور وزملاءه. انتقدت الأسلوب بيد أنني كنت من أنصار التغيير بل من أوائل من طالبوا به.

أجبرني صغار فريق الاتحاد على إعادة ما سبق أن تناولته من قبل ذلك أن هذا الفريق الذي مثل الاتحاد قدم لنا بمشاركة الهلال إحدى أجمل المباريات في السنوات الأخيرة، بل أجمل مباراة هذا الموسم حيث تميزت بالفنيات العالية والسرعة والتكافؤ والإثارة ومع أنني أتوقع فوزا هلاليا في مباراة الإياب يؤهل الأزرق للانتقال إلى دور الأربعة، إلا أنني أزعم أن ما قدمه هذا الفريق الاتحادي كاف هذا العام ويسجل هذا التفوق لهذه الإدارة التي يكفيها هذا التجديد المفاجئ حتى لو لم تقدم أي إنجاز في الموسم الحالي.

كان الاتحاد بحاجة ماسة للحيوية التي افتقدها في السنوات الثلاث الماضية. هذه الحيوية هي التي ميزت بعض عناصر الهلال أمثال سلمان الفرج ونواف العابد وياسر الشهراني وسلطان البيشي وسالم الدوسري والغائب الحاضر عبد العزيز الدوسري وميزت نصف الطاقم الأهلاوي.

ما فعلته إدارة الاتحاد كان أجرأ قرار فني في السنوات الأخيرة لأن القرار كان مفاجئا طال نصف لاعبي الفريق الأساسيين فكان البدلاء نصف لاعبي الفريق الأساسيين «باسم المنتشري وطلال عبسي وقاسم وعبد الفتاح عسيري وعبد الرحمن الغامدي» بالإضافة إلى فهد المولد وفواز القرني وأسماء أخرى تستحق أن ترتدي قميص الفريق الأول. والحقيقة أن ما ينقص الاتحاد هو العنصر الأجنبي المفيد ومن المؤلم أن يحسب اللاعب الأجنبي على الفريق وهو يعجز عن تقديم ما يقدمه السعودي الواعد.

أكرر أن التأهل قد يكون صعبا لأن الهلال لا يزال أكفأ فنيا لأن الأساس يتمثل في المقدرة، ومن ثم يأتي العطاء ولذلك لا بد من انتظار الفريق الاتحادي الجديد موسما أو موسمين ومن ثم يبدأ جيل ذهبي جديد.

وأختم بالقول إن مباراة الاتحاد والهلال الأخيرة كانت مفاجئة من ناحية الإثارة والمستوى والنتيجة وهي لم تكن مغرية ولا جذابة لكي أشاهدها مفضلا مباراة الأهلي والنصر كونها متكافئة وما أجمل قيمة التكافؤ في كرة القدم.

[email protected]