هل خرج الاتحاد من عنق الزجاجة؟

محمود تراوري

TT

حسنا، الآن تأهل الاتحاد لنهائي كأس الأبطال بعد أن تحول لجوقة من نار (أكتب قبل معرفة الطرف الآخر)، محققا ما يمكن تسميته بلغة الخطابات القديمة «خرج من عنق الزجاجة»، أو بمعنى أكثر دقة، خرجت منها، الإدارة التي، استبعدت عددا من نجوم الفريق، قبيل نهاية الموسم، في إجراء، أثار النقع في كل مكان، ووصف حينها بالكارثي، ورويدا رويدا، بدأ يشق طريقه نحو وصف «التاريخي الشجاع» وهذا ما سيستقر برهة من الوقت حتى إطلاق صافرة نهائي الكأس، فإذا ظفر به الاتحاد، سيعتمد الإجراء «تاريخيا محضا» وسيدخل الفايز وإدارته ركن الخالدين في تاريخ الاتحاد، وإن حدث العكس، سيبقى ملف تبادل الإحن والتهم والاحتقانات الاتحادية مفتوحا، وتستمر حركة تقاذف الكرة على الطاولة، حتى وقوع أي حادثة سعيدة، تصرفنا مجددا عن اختراعات بعيدة عنا اسمها «منطق»، «تخطيط»، «استراتيجيات»، «استشراف أفق مستقبلي».. إلخ من مفردات تمثل الفارق بين واقعنا، وواقع مجتمعات وأمم تعمل أشياء كهذا، وتنشد لحن الحياة من خلال معزوفة كهذه. لا يهم أن تكون المعزوفة موسيقية أو رائقة شجية. المهم أن تكون الجوقة جديرة ومهيأة لعزف غير نشاز، ملتزم بمساحات المقامات. أن تكون منتجة، ومحققة لشيء من المضي نحو الأمام، وإنهاء حقبة «إلى الخلف در»، أو «مكانك راوح» إذا ما كنا متفائلين.

للآن لا أعرف ما إذا كان إجراء الإدارة الاتحادية، جاء استراتيجيا، ممنهجا، كي يمكن المضي في الثناء عليه عطفا على المنتج. لكني أعرف أن الرياضة تعد من النشاطات الاجتماعية التي يهتم بها علم الاجتماع، «لما لها من تأثير في حياة الأفراد والمجتمعات، وباعتبارها مؤشرا على صحة الفرد وحيويته ومؤشرا على تقدم المجتمع». تناولها جونتر إيرباش بالدراسة في علم الاجتماع الرياضي لافتا إلى أن «الثقافة الرياضية والرياضة تعدان جزءا مكملا للثقافة الاجتماعية والتي توضح مدى إنجاز وتطور وبراعة الإنسان. وأن طموح الفرد في الحياة يقوده لحياة صحية ثقافية، كما يقوده إلى النشاطات الرياضية، وذلك يعد ضروريا حتى يستطيع الفرد أن يحيا حياة إنسانية وثقافية وبدنية». غير أن معطيات وتاريخ الإدارة في مجتمعاتنا لا يجعلك تطمئن، لخطوة إدارة الاتحاد، حتى انتهاء المباراة النهائية، إذ في ضوئها - لو أتت سلبية - قد ينقلب كل شيء، ليستمر تقاذف كرة الطاولة «صد، ورد». ومن ثم العودة لـ«عنق الزجاجة». لكني أتصور أن ثمة معطيات أخرى أكثر إشراقا، تؤكد أننا تعلمنا من دروس الماضي، وأن كل شيء مما حولنا تغير.. هل علينا أن نتغير؟