بالوتيللي يصارع من أجل الحصول على حياة طبيعية

لويجي جارلاندو

TT

خرج الجميع في نهاية المران ولم يبق في الملعب سواه، بالوتيللي. وظل مع حراس المرمى. وقد وضع المهاجم الأسمر أربع كرات جنبا إلى جنب على بعد نحو 20 مترا من المرمى وبدأ في تسديدها. وبعد انتهائه من هذه الكرات سدد غيرها 10 أو 15 كرة ولم يتوقف عن التسديد لفترة طويلة. وكان برانديللي مدرب الآزوري يقف إلى جانبه ويده في جيبه ويتبادل معه بعض الكلمات. وعند التسديدة الخامسة التي كانت أشبه بقذيفة موجهة اصطدمت بالمقص في أعلى المرمى وأعفت الحارس أجاتسي من اختراق مرماه، ضج ألفان من الجماهير الموجودة بالمدرجات بهتاف السعادة وكأن بالوتيللي سجل هدفا في مرمى تشيزينا.

وهذا هو ما يبحث عنه بالوتيللي. فهو يبحث دائما عن كرة يضعها داخل المرمى من أجل الاستمتاع وإسعاد الجماهير. هذا هو كل شيء ولا يوجد سواه. لكن رغم ذلك يجد صعوبة بالغة في تحويل كرة القدم إلى مجرد لعبة. وبعد آخر تسديدة له أخذ كرة وسددها نحو الجماهير، لكنها كانت ضعيفة وقام أحد العاملين في الاستاد بالإمساك بالكرة وسط صيحات خيبة الأمل من الجماهير. وعندها سدد بالوتيللي بقوة أكبر وسدد كرة واثنتين وثلاثة. وبدأ في منح الهدايا للجماهير في المدرجات وتوجه بعد ذلك إلى قلب استاد دالارا من الداخل ليعلق على تصريحات أحد رجال المافيا التائبين الذي اتهمه بتوزيع المخدرات في سكامبيا على سبيل المزاح. لقد كان بالوتيللي يبحث دائما عن المشكلات وكان يخطئ ويدفع ثمن أخطائه، لكن الحقيقة هي أنه في كثير من المرات، مثلما قال برانديللي، «يسهل توريطه في المشكلات» لأن الحديث عنه ينجح في جذب الانتباه. فمن الذي يسأل نفسه الآن عن مصداقية مجرم تائب؟ ومن يسأله نفسه عن الأشخاص الذين دمرت حياتهم بسبب ما يقوله المجرمون التائبون؟ إن الأمر يشبه ما يحدث في لعبة «تمرير الكلام»، ومع انتقال الخبر من شخص إلى آخر تضيع كلمات «مجرم تائب» و« على سبيل المزاح». ولا يبقى سوى «بالوتيللي قام ببيع المخدرات في سكامبيا». وها هي القنبلة التي تعيد بالوتيللي إلى دائرة الضوء والاتهامات مثلما حدث عندما صوب السهام الصغيرة نحو الأطفال في نادي مانشستر سيتي وعندما حرق منزله بالألعاب النارية وعندما كان يتعرض لصيحات عنصرية وعندما تلقى منذ عام واحد تهديدات من أحد المواقع النازية بسبب الأصول اليهودية لوالدته بالتبني. وقد جاء رد فعل بالوتيللي يوم الخميس على اتهامات المجرم التائب من خلال تغريدة غاضبة على موقع «تويتر» لكنه أزالها بعد ذلك. وعلق برانديللي على ذلك قائلا: «إنها صيحة فتى في الـ23 من عمره، كفى!». وقد كتب بالوتيللي في هذه التغريدة: «لماذا أنا دائما؟ اخجلوا من أنفسكم». وأضاف اللاعب في نفس التغريدة وبحروف كبيرة: «أنتم تستخدمون اسمي دائما لإثارة الجماهير». لكن اللاعب الشاب قام في تصرف عبقري بتغيير بعض حروف كلمة جماهير لتشير في نفس الوقت إلى كلمة الكره، وكأنه يشتكي من كثرة الضغوط والتصرفات التي تنم عن الكره ضده.