مستقبل كافاني مرتبط 1بصراع رئيس نابولي

نيكولا تشيتشيري

TT

هل يمكن الإبقاء على إدينسون كافاني في نابولي؟ لا يشغل بال جماهير نابولي في الوقت الحالي الذي تناثرت فيه الشائعات عن احتمال رحيل كافاني إلى إسبانيا أو إنجلترا سوى سؤال واحد هو: كيف سنتمكن من المنافسة على لقب الدوري الإيطالي إذا انتزع ريال مدريد أو تشيلسي الهداف البارع كافاني؟ وكيف سندافع عن أنفسنا في دوري أبطال أوروبا؟ وهي أسئلة منطقية لأن كافاني، بغض النظر عن المهارات والواجبات المتميزة التي اكتسبها من ماتزاري مثل باقي لاعبي الفريق وأضافت الكثير له كهداف مميز، يعتبر واحدا من أفضل لاعبي نابولي وأهمهم. فهو مهاجم من طراز مميز يستطيع التحرك في جميع أرجاء الملعب والدخول في منطقة الجزاء في الوقت المناسب وإنهاء الهجمات دائما بصورة فعالة. ويعتبر كافاني واحدا من أفضل خمسة مهاجمين في العالم في الوقت الحالي.

ويبدو أن أوريليو دي لاورينتيس رئيس نادي نابولي قد نجح في انتزاع فتيل أول قنبلة كادت تنفجر في فريقه وتعصف به. فقد أعلن ماريك هامسيك صراحة أنه يفضل البقاء مع نابولي حتى يكتمل نضجه وتطور مستواه. وربما يسعى الإنتر خلال فترة وجيزة خلف بعض لاعبي نابولي نظرا للأهمية الكبيرة التي حظى بها ماريكيارو في تطور أداء مستوى فريق ماتزاري خلال السنوات الماضية لكن الوقت الحالي لا يشهد شائعات مقلقة حول اللاعب. وبالتالي يمكن لرافا بينيتيز مدرب نابولي الجديد أن يضع تشكيل فريقه اعتمادا على وجود اللاعب ودوره المحوري.

ويختلف الأمر فيما يتعلق بكافاني لأن هناك الكثير من التصريحات التي جاءت من أقارب اللاعب أكدوا فيها أنهم «يرون» كافاني في مدريد، وعادة ما تكون مثل هذه التصريحات مؤشرا قويا وصحيحا على نية اللاعبين. وتلعب الإمكانات المادية الكبيرة لناديي ريال مدريد وتشيلسي دورا هاما أيضا في إضفاء المزيد من الشكوك حول بقاء كافاني في نابولي. والأمور تدار في هذا الصدد بطريقة واضحة ومعروفة: «عزيزي كافاني، كم تكسب في نابولي، خمسة ملايين يورو؟ وقِع هنا وسنعطيك 10 ملايين». وبعد هذا يتوجه وكيل أعمال اللاعب إلى مقر النادي وتبدأ اللعبة. والمسألة لا تتعلق بعدم قدرة دي لاورينتيس على دفع مثل هذا المبلغ كراتب سنوي لكافاني، لكن المشكلة الأساسية هي أن سياسة نادي نابولي المادية تسير منذ فترة طويلة وفق معايير صارمة وحدود واضحة تمكن النادي من الوجود الدائم في المنافسة مع تحقيق أرباح في ميزانيته.

والآن يجب على نادي نابولي إذا أراد أن يحتفظ بكافاني والنجوم الآخرين بالفريق أن يغير من سياسته المالية ويتخذ خطوات لا تتفق مع سياسته وميزانيته ويدفع مبالغ طائلة لنجمه انتظارا لتعويض الاستاد الجديد وحماس جماهير نابولي لهذه المبالغ الباهظة. وبالتالي يجد رئيس نادي نابولي نفسه في مفترق الطرق. فهو إما أن يستمر في إدارة شؤون النادي المادية كإداري بارع أو يستجيب لحماس الجماهير ويرتكب أفعالا تتسم بالتهور. وهو صراع داخلي لا بد أن دي لاورينتيس يمر به حاليا. وإذا فاز المشجع بداخله فسوف يبقى كافاني في نابولي.