أليغري بارع ومحظوظ

ألبرتو تشيروتي

TT

في الحياة يقال من الأفضل أن تمتلك الحظ على البراعة. والمثال التقليدي على ذلك هو أليغري. فتلقي كالياري طلب الميلان بالحصول على أليغري كان المعجزة الأولى، وحدثت المعجزة الثانية بشراء برلسكوني للمهاجم السويدي إبراهيموفيتش الذي جلب الدرع للفريق. وفي العام التالي، على الرغم من انتزاع اليوفي للدرع تأكد بقاء أليغري لعدم وجود بدائل. وفي هذا العام، حدثت معجزة المعجزات عند المخاطرة برحيل أليغري وإنقاذ غالياني له لأكثر من مرة بعد نهاية الموسم الثري بمساعدات الحكام وانتزاع المركز الثالث. وفي الماضي، كان برلسكوني أقل صبرا مع ساكي وكابيللو وأنشيلوتي. وفي النهاية، جمح رئيس الميلان غضبه وأكد بقاء المدرب الحالي. في الحياة البراعة أساسية، ولكن قليلا من الحظ ضروري.

لم أجد كلمات أكثر مناسبة من ما كتبه ديفيدي أيللو (بافيا) بشأن قصة أليغري - برلسكوني التي اختتمت بعد «الوقت الإضافي» في أركوري. وفي الحقيقة لم تتغير النتيجة كثيرا مقارنة بما حدث طوال الوقت الأصلي للمباراة الأخيرة أمام سيينا. وفي الواقع، بعد أسبوعين من الشائعات وتأجيل اللقاء، تحول تأكيد بقاء أليغري حتى انتهاء مدة عقده في عام 2014 إلى الانتصار الأول لفريق الميلان الجديد، نظرا لأن الجميع كان يبدو مسرورا لانطلاقه مع أليغري من جديد. ومن المدهش أن يستحق الأمر كتابة أبيللو تعقيبا عليه منطلقا من عنصر الحظ.

مع الإقرار بأن امتلاك الحظ ليس ذنبا، فبعد أن كان أليغري لديه بطل الدرع إبراهيموفيتش، وجد نفسه فجأة من دون أهداف المهاجم السويدي والعمود الفقري للميلان القديم نجح بالكاد في الحصول على المركز الثالث. ولم يكن حفاظه على مركزه معجزة، ولكن نتيجة لجهود أليغري وبرلسكوني وغالياني.

إذن، يستحق الأمر عناء محاولة فهم السبب وراء هذه النهاية التي تبدو أكثر منطقية، ولكن حتى بضعة أسابيع مضت لم تكن مضمونة. ونذكر أن برلسكوني حينما كان متفرغا تماما لنادي الميلان في عام 1991 لم يتردد في إنهاء مسيرة ساكي مع الميلان مبكرا، بعد العام الأول له على مقعد تدريب الفريق من دون تحقيق بطولة. وفي هذه المرة، أكد على بقاء أليغري حتى نهاية عقده، ولكن لم يجدد له من أجل أن يظهر له الثقة من دون ضمانات، في ظل غياب البدائل المقنعة لخلافة المدرب. والمدرب سيدورف الذي كان يروق لرئيس الميلان وسيظل كذلك، لا يعتبر مؤهلا للتدريب في إيطاليا بعد. كما أن فكرة التعاقد معه ومع طاقمه الفني مع الاستمرار بالاحتفاظ بالمدرب أليغري ومعاونيه غير مقنعة.

ومن جهة أخرى، لم يكن أليغري مقتنعا كثيرا بعرض تدريب روما، وحتى النهاية كان يرى أن البقاء في الميلان أقل مخاطرة وأكثر راحة بالنسبة له. وبين الأطراف المعنية بهذه المسألة، كان الشخص المطمئن الوحيد الذي لم يكن في حاجة للوصول إلى الوقت الإضافي من أجل الاقتناع بهذا الحل هو غالياني نائب رئيس الميلان. ولم يكن إيمانه ببقاء أليغري لعدم توفر البدائل ولكن عن قناعة حقيقية.

وحاول برلسكوني تأكيد رسالته عبر بيان مراوغ تحدث فيه عن «طريقة اللعب التي يتعين على الميلان تطبيقها»، متجاوزا وضوح النتائج، فبعد انتزاع أليغري المركز الأول مع الميلان في موسمه الأول، والمركز الثاني في موسمه الثاني والمركز الثالث في موسمه الثالث، لن تكفي عائلة غالياني كلها لإقناع برلسكوني بتجديد عقد المدرب أليغري لو أنهى موسمه الرابع بالمركز الرابع، بعد الحل الوسط التاريخي في عهد إدارته لنادي الميلان.