العميد.. دروس مستفادة

مسلي آل معمر

TT

بعد أن حقق الفتح نصرا جديدا لأنصار العمل الإداري المميز ومشجعيه، ها هو الاتحاد يسجل فتحا لمبادئ الإدارة ولشجاعة اتخاذ القرار، وقبل الفتح والاتحاد كان الأهلي قد قدم درسا في الاهتمام بالفئات السنية نتج عنه تحقيق كأس الأبطال العام الماضي والوصول إلى نهائي أبطال آسيا. أنا شخصيا أتحمس كثيرا مع أي نجاح إداري في أي ناد؛ لأن ذلك قد يقدم كنموذج لأندية أخرى، ويكرس لمفهوم العمل المنظم والإدارة الاحترافية.

في الاتحاد قدموا المبادئ على العواطف، فعندما أرادوا التجديد أبعدوا العواجيز في منتصف الموسم في خطوة جريئة وعالية المخاطر، وبقدر ما كنت مع المبدأ إلا أنني كنت أتمنى لو أن نهاية نجم كبير مثل محمد نور لم تكن بذلك الشكل، لكن إدارة النادي اتخذت القرار الصعب وواجهت عواصف من الجمهور والإعلام لا يمكن أن تنسى إلا أنها في النهاية كسبت الجولة أمام الجميع، والحقيقة أن «نجاح المبادئ» لم يقتصر فقط على إبعاد العواجيز وإحلال الشباب، بل امتد لما هو أهم وأخطر، وهو «ركن» نجم الفريق الأول نايف هزازي خارج التشكيلة لدواعٍ انضباطية، وهذا الأمر عزز روح المساواة بين اللاعبين وفرض نظاما يحترمه ويقف أمامه الجميع.

تحقيق البطولات لا يرتبط بوجود عناصر فنية مميزة فقط، بل الأمر أشبه بسلسلة مترابطة حلقاتها المدرب واللاعبون والإدارة، فإذا كان هناك لاعبون مميزون بلا إدارة محنكة لا يمكن أن يحقق الفريق شيئا، كذلك الوضع ينسحب على الجهاز الفني، ونستطيع أن نقول إن كرة القدم ينبغي أن تدار بطريقة السهل الممتنع، فهي ليست لوغاريتمات معقدة ولا عملا فوضويا لا يخضع لأي معايير أو تقييم، هي إدارة سهلة تشدد على مبادئ روح الجماعة والمساواة، وتؤمن على الأقل الحد الأدنى من احتياجات الفريق وجهازه الفني ولاعبيه.

أما الحكاية التي لا يمكن تجاهلها في فصول التميز الاتحادي نهاية الموسم فهي حكاية بينات المدرب، فهذا الشاب استطاع بروحه وجديته أن يخلق توليفة مميزة خلال فترة وجيزة، ولو أن هذا التغير الكبير حدث مع مدرب ذي اسم كبير لقال كثيرون إنه يملك عصا سحرية، وللأمانة هناك من يبالغ في وصف أدوار بعض المدربين فينسب لهم كل شيء، وهناك من يتجاهل هذا الدور فيتدخل في عملهم أو يجلب مدربين بقدرات ضعيفة، لكن بينات حقق التوازن في هذه المعادلة، مدرب شاب ذو شخصية قيادية يملك الكاريزما ولديه تجربة تدريبية، أما عدا ذلك فأعتقد أن المدربين الاستثنائيين الذي يملكون العبقرية هم قلة ولا يوجدون إلا في أندية عالمية.

في النهاية من السهل تحويل الجمهور والإعلام الذي يهتف ضد أي إدارة إلى مصفقين إذا ما تحققت النتائج، أما إذا كانت محصلة العمل سيئة فعلى المسؤول أن يستقيل أو يتحمّل أي رد فعل حتى يعدل نتائجه!