مدرب الإنتر يفكر بأسلوب مختلف

أندريا سكيانكي

TT

سيستأنف الإنتر تحت قيادة مدربه الجديد والتر ماتزاري السير من الدفاع بثلاثة لاعبين. وهنا على الفور تعود إلى الأذهان المحاضرات الخططية التي كانت منذ عامين يتم تدريسها في مقر تدريب الإنتر، إنه صيف عام 2011 عندما تم إسناد مقعد المدرب إلى غاسبريني الذي خلال حفل تقديمه إلى جماهير النادي حمل معه على سبيل المهر طريقة لعب غير مرحب بها؛ 3 - 4 - 3. اللاعبون، المنتشون بالبطولات التي حققوها في موسم فوز الإنتر بالثلاثية، لم يرغبوا في الاستماع لهذه الطريقة: الدفاع بـ3 لاعبين لم يكن يروق إليهم. ومثلما يحدث دائما في مثل هذه الحالات كان المدرب هو من دفع الثمن وتمت إقالته بعد ثلاث جولات من بداية الدوري. والآن مع وصول ماتزاري ماذا سيحدث مع آيديولوجية الدفاع بثلاثة لاعبين؟ ينبغي أن يوضع في عين الاعتبار كون لاعبي الإنتر اليوم، نظرا للنتائج السيئة للغاية التي حصدوها في الموسم الأخير، ليست لديهم أي سلطة للرفض. وعلى أي حال، كون الإنتر الحالي لا يشكل جزءا من مجموعة «قلب الأسد»، فهذا ربما يعني عدم الاعتراض على أفكار مدرب تم اختياره بشكل مباشر من جانب الرئيس موراتي (أما بالنسبة إلى غاسبريني، فعلى العكس، لم يكن هناك تحريض رسمي من جانب موراتي لطاعة المدرب).

إذن، الإنتر سينطلق في الموسم المقبل بالدفاع الثلاثي، ولكن هنا من المهم توضيح كيف أن طريقة اللعب المقترحة من جانب ماتزاري مختلفة في مبادئها وجوهرها عن طريقة لعب غاسبريني. ولنوضح ذلك بشكل أفضل، غاسبريني كان يدعو (ولا يزال) إلى كرة قدم هجومية، قائمة على استحواذ الكرة وعلى المناورة التي كان من المفترض أن تنشأ من الدفاع. أما ماتزاري، على العكس، يعشق طريقة الكر والفر، الفرق التي يتولى قيادتها يتسم أداؤها بالسرعة التي من خلالها يبدأون وينهون الهجمة، ولا سيما بقدرتها على غلق المساحات بإحكام والانطلاق في الهجمة المرتدة اعتمادا بشكل خاص على تحركات الظهيرين. وهنا يكمن الاختلاف الآخر بين غاسبريني وماتزاري، دفاع المدرب الأول كان (ولا يزال) حقا بثلاثة لاعبين، أما المدرب الثاني فدفاعه، في الواقع، مكون من خمسة لاعبين. فخلال قيادة والتر لنابولي كان زوينغا وماجيو هما الظهيرين، يضغطان، حسنا، ولكنهما يتمتعان بسمات في الأساس دفاعية. وهذا يعني أن طريقة ماتزاري الخططية هي انتظار الخصم وتغليظ الدفاع والعمل على إزعاج لعب مهاجمي الفريق المنافس، ثم بمجرد أن يتم خطف الكرة، تبدأ الانطلاقات السريعة إلى الأمام. غاسبريني كان يطلب من لاعبي خط الوسط عمل المناورات ومن رؤوس الحربة على الأجناب قطع الملعب، بينما ماتزاري غالبا ما يثق في الانطلاقة الطولية من الخلف. لقد كانت قوة نابولي تحت قيادة ماتزاري تكمن في، علاوة على صلابة القطاع الخلفي، القدرة الكبيرة لمثلث الهجوم. وعندما لم يكن ثلاثي هجوم نابولي في حالته كانت الآلام تحل. الفرق التي يقوم ماتزاري بتدريبها، أحيانا، تواجه صعوبة عندما تكون مجبرة على فرض طريقة لعبها ويقوم الخصم بغلق الممرات الجانبية. إذا لم يكن هناك منافذ وإذا كانت المساحات ضيقة، يقع كل عبء الابتكار الهجومي على أكتاف الأفراد لأن المناورات، غالبا، لا تكون مفيدة.

ومن الواضح أن كل هذه الاستدلالات الخططية لم يمكن فصلها عن اللاعبين الذين ستتم إتاحتهم لمدرب الإنتر. صحيح أن النوتة الموسيقية مهمة ولكن العازفين أكثر أهمية. ومن أجل هذا يتعين على ماتزاري وإدارة الإنتر دراسة العناصر التي ينبغي شراؤها وكذلك بيعها بعناية.