عازف جديد!

عادل عصام الدين

TT

اعتدنا بعد كل صفقة كروية، أي بعد كل انتقال، على طرح السؤال التالي: ماذا سيقدم النجم الجديد؟! بيد أن انتقال نجم البرازيل الأول هذه الأيام نيمار ركز على سؤال آخر: هل ينسجم ميسي ونيمار؟!

سبحان مغير الأحوال! بعد فترة من الحرب الكلامية والملاسنات والمقارنات بات البرازيلي العملاق نيمار في صفوف برشلونة.. فريق النجم الأرجنتيني الأسطوري ميسي!

صحيح أن بيليه خسر تحديه حين لجأ إلى مقارنة مبكرة ظالمة، وما أكثر خسائر النجم البرازيلي الأسطوري، إلا أن الأيام أكدت أن نيمار من طينة وفئة المبدعين المميزين في تاريخ اللعبة.

أثبت نيمار أنه لاعب البرازيل الأول لكنه لا يزال في البداية مقارنة بعباقرة اللعبة الذين سبقوه وفي مقدمتهم الساحر ميسي. فشل بيليه في توقيت المقارنة لكن نظرته كانت صائبة فيما يتعلق بموهبة ومقدرة نجم سانتوس الجديد، ويبدو أن بيليه يتعاطف مع نجوم سانتوس فريقه الذي تألق في صفوفه. خاب ظن بيليه فيما يتعلق بالنجم روبينهو الذي نجح أوروبيا بعد قدومه من سانتوس لكنه لم يكن قط مثل بيليه. لم يفرض روبينهو نفسه كلاعب خارق للعادة بل لم يصل حتى إلى مستوى رونالدينهو ورونالدو وريفالدو. والسؤال: هل يأتي التعويض من خلال نيمار؟!

والحقيقة أن السؤال الكبير الذي فرض نفسه منذ أن أعلن برشلونة خبر الصفقة هو: كيف سيكون الوضع بوجود الثنائي الأبرز عالميا ميسي ونيمار؟!

يطرح هذا السؤال لأن ثمة مفاهيم في كرة القدم ترى صعوبة الجمع بين نجمين من الوزن الثقيل إن كان موقعهما في نفس الخط فما بالك وأنت تتحدث عن ميسي ونيمار مع الفارق حيث تميل الكفة لصالح ميسي الذي يراه الكثيرون أفضل لاعب في تاريخ اللعبة؟!

من الصعب أن تجمع قائدين رسميين في فريق واحد، والأصعب أن تجمع قائدين حركيين، ولا أريد أن أذهب بعيدا، فها هو النجم الهولندي الأسطوري كرويف الذي أبدع مع برشلونة لاعبا ومدربا يتحدث عن ذات الهاجس: «أن يكون لديك قائدان لمركب واحد ربما لا ينجح، لقد تمت تجربة الأمر من قبل في بارسا ولم ينجح الأمر حقا». وأضيف ليست تجربة برشلونة فحسب بل عشرات التجارب من هذا القبيل أكدت صعوبة انسجام قائدين متجاورين، إلا إن صمما على النجاح وتقبل كل منهما الآخر من دون أن نتناسى دور المدير الفني الذي يضع الاستراتيجية التي تمكنه من الاستفادة من النجمين معا.

لا أنسى تجربة ريال مدريد في الماضي القريب عندما فشل العمالقة زيدان وبيكام وروبينهو وفيغو وهم يلعبون متجاورين. كل نجم من هؤلاء كان قائدا محوريا بذاته وكانت تجربة فاشلة، ولكن الجميل في انتقال نيمار أنه صمم على برشلونة واختاره شخصيا رغم عرض ريال مدريد، الأمر الذي يشير إلى أن نيمار يسعى إلى تحقيق إنجازات كبيرة في صفوف برشلونة وبجوار ألد خصوم الأمس؛ ميسي.

[email protected]