الآزوري والإعداد لمرحلة ما بعد بيرلو

لويجي جارلاندو

TT

لا توجد أسباب عقلية تجعلنا نأمل أنه يكون أندريا بيرلو، بعد عام من الآن وبعد موسم آخر قوي في الدوري والشامبيونزليغ، في حالة أفضل مما هو عليه الآن. والمدرب كونتي، الذي زرع في الفريق القوة الشابة لبوغبا ويدرس بدائل طريقة 3 - 5 - 2، يأخذ في الاعتبار أن عليه حسن استخدام لاعبه الأكثر حسما وبالقدر المناسب أكثر من أي وقت مضى، بينما سيكمل دي روسي 30 عاما في يوليو (تموز) القادم.

من دون أن نصبح انهزاميين، من المنطقي التشكك في أن «رباعي خط الوسط الدوار» للمدرب برانديللي، الذي أذهل الجميع في أمم أوروبا الصيف الماضي، قد أعطى أفضل ما لديه بالفعل ومن الصعب أن يستطيع الوصول إلى مستويات القمة في المهارة والقوة التي رأينها في نصف نهائي وارسو أمام ألمانيا. إن ذلك المنتخب، الذي وصل إلى أعلى مستوى من الأداء اللامع والمجهود الوفير، وصل منهكا إلى المباراة النهائية في مواجهة نظيره الإسباني، وحينها اعترف برانديللي بأنه دفع ثمن التحميل الزائد بدافع العرفان بالجميل، بالإبقاء على اللاعبين المعروفين والمعتادين في الملعب، بينما يعمل الآن على رفع قدرة منتخبه على استعادة طاقاته في سلسلة من اللقاءات المتقاربة وكي يمنع أن يتفجر أكثر في أجمل حالاته.

وبهذا المعنى فإن بطولة كأس العالم للقارات يمكن أن تعطي إشارات ثمينة القيمة، للاعبين ولطرق اللعب. ويتحدث برانديللي منذ فترة عن طريقة 4 - 3 - 3 كالمنتهى الطبيعي لحقبته، وكان يرى أن «رباعي الوسط الدوار» والضروري لبث الروح الجديد للفريق بأسره (من استحواذ على الكرة، وشراسة وإيقاع) كان ليتبدد من السيطرة الكبيرة على الكرة. وتشير مباراة براغ الأخيرة، التي انتهت من دون تسديدة واحدة في المرمى، إلى أن لحظة اللجوء إلى طريقة اللعب البديلة قد حانت، بحيث يتم توسيع الملعب، والتفكير بصورة رأسية أكثر. كاندريفا كان أفضل لاعب في نهائي كأس إيطاليا، بينما أنهى تشيرتشي موسما متميزا، ويمتلك ديامانتي، وهو محل اهتمام الأندية الكبيرة، القدرة التفجيرية التي قد تفيد هذا المنتخب المرهق بعد انتهاء الموسم. سيتعين على برانديللي التوفيق بين كرامة اللاعبين الأساسيين التاريخيين والذين سيودون خوض مباريات البرازيل كلها وبين ضرورة استطلاع المقترحات الجديدة. في النسخة الماضية من كأس العالم للقارات بجنوب أفريقيا اكتشف المدرب ليبي الإمكانات الضخمة لبيبيتو روسي، لينساه وفي ذنب لا يغفر عن حمله إلى مونديال العالم بعدها بعام واحد.

وبعد كأس القارات سيواصل برانديللي البحث مع الشباب المتروكين الآن لمانجيا من أجل حلمه الأوروبي في بطولة الشباب تحت 21 عاما. إن الأداء القوي والإيقاعات العالية والرغبة الهجومية والمهارة في الأداء التي أظهرها الآزوري تحت 21 عاما في ظهوره الأول بأمم أوروبا هي مكونات كرة القدم الخاصة بالمدرب برانديللي. وأبرز هؤلاء الشباب فلورنزي، وماروني، وإنسيني، وفيراتي، وديسترو.. وبإمكان المدير الفني للآزوري، في عام الاقتراب من المونديال، ضخ وقود شاب في المحرك، بدءا من فيراتي، المتحرك والمقاتل وذي العقل النقي والقدمين الذهبيتين، والمحور المثالي لخط الوسط الشرس الذي من المفترض أن يدعم ثلاثي الهجوم. لم تبدأ بعد مرحلة ما بعد بيرلو، لكن من الأفضل التسلح باستعداد معين.