غالياني صائد الأحلام.. قد يبيع أحدها مع الفرعون

أومبرتو زابيلوني

TT

كان أدريانو غالياني ولا يزال صائدا عظيما للأحلام. فهو يشم الهواء، ويدرس التيار، ويلقي بالطعم. لقد استطاع لسنوات طويلة تكريس ذاته لصيد أعالي البحار، حيث الفرائس الثمينة والتي يسعى العالم بأسره نحوها. وتعد صفقة بالوتيللي تأكيدا لعبقريته، إن شراء من قد يصبح أفضل لاعب إيطالي في السنوات القادمة، ودفع المقابل بسعر التخفيضات فعليا، هو صفقة لا تقل عن صفقة انتقال مارادونا إلى نابولي.

وإذا كان لا يزال لدى غالياني أموالا في الخزينة فلا أحد يدري ما قد يبدعه. بالطبع ما كان ليبيع بعد عام واحد شيفشينكو وكاكا وإبراهيموفيتش وخصوصا تياغو سيلفا (الجريمة الحقيقية). إنها تضحيات ضرورية لإعادة ضبط الميزانيات (مثل التوديع القاسي الذي تم منحه أمس للقائد أمبروزيني) وجعل الإدارة معتمدة على ذاتها، وهو هدف أولي جديد لعائلة برلسكوني. بيع إبراهيموفيتش وتياغو، وإنما البقاء قادرين على المنافسة بانتزاع الدور التمهيدي المؤهل لدوري أبطال أوروبا، كان إنجازا، وإن كان الخطوات إلى الوراء (درع الدوري، ثم المركز الثاني، فالثالث) لم تعجب جماهير النادي بالتأكيد. والآن، في أفق صائد الأحلام، تظهر ملامح فريسة أخرى مهمة، والمتمثلة في كارلوس تيفيز، 30 عاما في فبراير (شباط) الماضي)، وسجل 17 هدفا في 47 مباراة لعبها في الموسم الأخير مع سيتي. ويعجب الأرجنتيني، غالياني لشراسته وخصوصا لأنه وعد ألا يخذل الميلان، ولا حتى بعدما تم إغراؤه العام الماضي ثم تركه بعد إتمام صفقة بيع باتو. حينها تم إرجاء كل شيء بعدما أوشك الطرفان على توقيع العقد، والاحتفاظ بـ28 مليون يورو تم جنيها من بيع البرازيلي. حسنا هذا نظرا لقدوم بالوتيللي فيما بعد.. وخسارة بالنظر للطريقة التي انتهت بها قصة باتو. إن تيفيز، مثل ديامانتي أو هوندا وماتري أيضا، يمثلون أهدافا تليق بصائد أحلام، أو على الأقل بصائد أمامه هذه الفرائس. لكن الخطر هو أن يتحول الصائد إلى بائع للأحلام نظرا لأن الفرعون ستيفان الشعراوي من يوم أول من أمس «ليس مستحيلا الاستغناء عنه» رسميا نادي سيتي يريده مثلما نقلت صحيفة «لا غازيتا» في سبق صحافي، ونابولي يحلم به. نتفق على أن الدور الثاني من بطولة الدوري للشعراوي لم يكن قويا، ونتفق أن بالوتيللي إلى جوار مهاجم مختلف (تيفيز أو ماتري) قد يكون فتاكا أكثر، لكن بيع الشعراوي سيكون فعليا مثل بيع حلم أولئك الجماهير التي رأت فيه وفي بالوتيللي حلم ترميم الميلان. وفيهما يرى برانديللي أيضا المستقبل. كما أنهما متفاهمان كأخوة، ليس فقط في طريقة تصفيف الشعر.. وبالتالي، فإنه بيع الشعراوي، شريطة وجود تصرفات بعيدة عن العقل لا نعرفها لكن الميلان قد يعلمها، سيكون جريمة حقيقية. إن وجود عرض خيالي، خيالي بالفعل، هو الذي قد يقنعنا بالعكس. وغالياني أيضا، من قمرة القيادة الخاصة به على سفينة الرحلات، سيقر بهذا، فصيد الأحلام مختلف تماما عن بيعها. ربما سيقتنع أيضا أن التركيز على الثنائي الذهبي لإيطاليا له معنى عن التركيز على ثنائي الهجوم القديم لسيتي، والذي لم يتفجر فعليا من قبل.