تيفيز موهبة منقوصة

أليساندرو دي كالو

TT

يُعتبر تيفيز موهبة كبيرة، لكنها غير مصقولة، وهو لاعب يتسم بالقلق الشديد مما لا يساعده على أن يصبح نجما متكاملا، وهو قادر على رد جميع التوقعات والطموحات التي يضعها فيه الآخرون في وجوههم. وما زال تيفيز يستطيع أن يكمل هذا النقص ويصبح نجما فذا متكاملا، لكن الوقت أمامه ضيق بعد أن وصل لعامه الـ29. وقد تكون إيطاليا هي المكان المثالي ليخطو الخطوة الأخيرة على طريق النجومية الكاملة. فقد ينجح تيفيز مع اليوفي أو الميلان في الإمساك أخيرا بمصيره الذي كان دائما ما يفلت من بين يديه. وهي فرصة طيبة للاعب يجدر به أن لا يهدرها لأنها قد تكون الأخيرة بالنسبة له.

ويُطلَق على تيفيز لقب الأباتشي لأنه ولد في أحراش بيونس آيرس في الأرجنتين قبل أن يتم تعميرها وتمدنها. وكان تيفيز حتى سن الـ13 يحمل لقب والدته لأن والده لم يكن يعترف به. وفي تلك الشوارع التي تفضل الشرطة الأرجنتينية عادة عدم الدخول فيها، تلقى تيفيز قدرا ضئيلا وسيئا من التعليم، لكنه كان يلعب الكرة طوال الوقت وكان يراوغ المجرمين الكبار والصغار حتى يصبح قويا كالثور.

وما زال ذلك الماضي يؤثر دون شك على حياة اللاعب حاليا، وكأن سنوات حياته الأولى كانت مدرسة تعلم فيها قانون الغاب الذي يجعل المرء يفرض نفسه وقوته على الجميع ويطلب منهم السمع والطاعة. فرغم أن تيفيز يحظى عادة بحب الجماهير (بفضل أهدافه الغزيرة وتفانيه الكبير مع الفرق التي يلعب لها)، واجه اللاعب عدة مشكلات ومشاجرات مع عدد من مدربيه بدءا من مارادونا وفيرغسون، وحتى خلافه الأخير مع مانشيني. لقد كان تيفيز، وهو بعد في الـ20 من عمره، نجما لفريق بوكا جونيورز الأرجنتيني، وحقق معه الفوز بلقبي بطولة ليبرتادورس وكأس إنتركونتيننتال (بضربات الترجيح أمام الميلان) وحقق منتخب الأرجنتين الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية بأثينا بفضل أهدافه. لكن الأباتشي في المرحلة التالية من حياته لم يكن دائما على هذا القدر من التألق، عندما كان يلعب في كورينثيانس وفي الدوري الإنجليزي مع مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي. فقد كان تيفيز يحتاج لأن يشعر بأنه محور الأداء والاهتمام حتى يقدم أفضل ما لديه. وكانت عبقريته الفطرية تفتقد دائما إلى الاستمرارية، لكنه كان ينجح دائما في إيجاد مخرج صعب عندما تصل الصعوبات إلى ذروتها، وكان يتمكن دائما من الانطلاق من جديد.

وكان الميلان على وشك التعاقد مع تيفيز في شتاء العام الماضي لكن عدم رحيل باتو عن الفريق أدى إلى فشل الصفقة. ويحاول الميلان من جديد حاليا أن يحصل على خدماته ليقدم لجماهيره الثنائي تيفيز وبالوتيللي اللذين لعبا معا بنجاح لا بأس به تحت قيادة مانشيني في مانشستر سيتي. ويستطيع اللاعبان التكامل مع بعضهما بشكل جيد، لأن تيفيز يبذل الكثير من الجهد ويبتكر في الأداء ويسجل ويجيد قيادة الفريق. لكن الفريق الأكثر قدرة على إظهار كل مميزات تيفيز ربما يكون اليوفي. فقد يستطيع الأباتشي بفضل حماسه ورغبته في الثأر والظهور أن يمنح اليوفي ما ينقصه وأن يجعله أكثر قدرة على المنافسة في دوري أبطال أوروبا.

وسنرى مَن سيفوز بالمنافسة على خطف تيفيز مِن بين اليوفي والميلان. ومهما تكن نتيجة هذه المنافسة، فسيكون الدوري الإيطالي هو المستفيد الأول من هذه الصفقة، إلا إذا فاجأنا تيفيز بواحدة من مراوغاته غير المتوقعة وقرر اللعب في مكان آخر وكتابة تاريخ جديد في بلد لم يتوقعه أحد.