مشكلة «الاكتشاف» في الأندية السعودية!

عادل عصام الدين

TT

لم تعد مشكلة ندرة المواهب في كرة القدم السعودية تنحصر في قلة الملاعب فحسب، بل تعدتها إلى الاكتشاف ذاته، وإلا كيف تزدهر تجارة الكشافين الذين يضحكون على بعض الأندية الكبيرة ويجلبون لاعبين لا يملكون الموهبة مقابل أموال طائلة تذهب إلى جيوب الوسطاء الذين نطلق عليهم مسمى «الكشافين» تجاوزا لأنهم لا يفقهون في تفاصيل الجوانب الفنية؟ والأدهى والأمر أن بعض الأندية تدفع مقدما ثم تسجل من لا يستحق ومن ثم يستمر الخلل على مستوى الكبار ويستمر العجز ويتواصل البحث عن النجوم في الأندية الأخرى وتستمر مفاجآت الصفقات الخيالية!

ليس عيبا أن تذهب الأندية الكبيرة للمدن الصغيرة والقرى، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا تفعل الأكاديميات والمراكز ومدارس الأندية؟!

من الواضح أن ثمة خللا داخل الأندية التي تسجل من لا يستحق وتقفل الباب على من يستحق، والأقرب أن الأندية لا تلقي بالا وتهمل أهمية اختيار نوعية الجهاز الفني الذي يملك المقدرة على الاختيار، والحقيقة أن من يستحق الانضمام إلى هذا الجهاز لا بد أن يجمع بين العلم والخبرة، لكن معظم أنديتنا فيما يبدو لا تهتم بهذا الجانب!

يتعين على أنديتنا أن تهتم بمن تختارهم من المدينة نفسها قبل أن تتعامل مع وسطاء لا يملكون العين الخبيرة. من يصدق أن الأندية باتت تدفع الأموال للاعبين صغار في السن لتسجيلهم وهي لا تستفيد ممن ينتمون للنادي؟! ألا يدل ذلك على خلل في جهاز الاكتشاف بالنادي؟!

ثمة كوارث في آليات وطريقة اختيار الصغار في أنديتنا، فمن تدخل الواسطة إلى الرفض وقفل الباب بمجرد المقابلة أو الحكم العشوائي الذي يفتقر إلى المنهجية والعلم.

والملاحظ أن الأندية تحاول أن تصنع غير الموهوب لأنها لم تصل للموهوب أصلا إلا فيما ندر، ومن هنا يستمر العجز ويستمر البحث ويستفيد تجار الكرة الذين لا يعرفون إلا جانبها المادي.

* هل صحيح أن النجم الأهلاوي الواعد مصطفى بصاص ذهب إلى براعم الاتحاد أولا ولم يهتم به أحد؟! وهل صحيح أن صاروخ الاتحاد فهد المولد ذهب إلى أكاديمية الأهلي فتم رفضه ثم ذهب للاتحاد؟!

* أسأل فقط.. علما أن حالات كثيرة وقصصا عجيبة في هذا السياق وما أكثر من رفضوا من أندية وبلغوا قمة النجومية في أندية أخرى.

* قصص وحكايات مضحكة مبكية تؤكد أن بعض الفاشلين الذين لا يفهمون في أساسيات اللعبة هم من يقررون مصير المواهب!!!

* من يقول لأعضاء شرف الأندية ورؤسائها إن على أنديتنا أن تصلح باب الدخول أولا قبل أن تصرف الملايين لتجميل الداخل؟!

[email protected]