إيطاليا تعاني في ظل الدفاع بـ4 لاعبين

بيبي بيرغومي

TT

كان الدفاع هو نقطة ضعف إيطاليا خلال المباريات الأولى لكأس القارات. لكنني أعتقد أن هذه المسألة لا تتعلق بخط واحد فقط بل بالفريق بأكمله. وقد رأيت كيف حاول برانديللي حماية الدفاع من خلال الدفع بلاعب إضافي في الوسط لا سيما في أول مباراتين. ولم تكن فكرة حماية الدفاع بزيادة عدد لاعبي الوسط فعالة، لأننا منحنا المنافسين فرصة السيطرة، وحدث هذا أمام اليابان ثم تأكد أمام البرازيل.

إن لاعبي قلب الدفاع بارزالي وكيلليني، ومعهم بونوتشي أيضا، معتادون اللعب في دفاع بثلاثة لاعبين، ولا شك أنهم تأثروا سلبا باللعب في دفاع مكون من أربعة لاعبين لأنه يحتاج إلى آليات مختلفة للتمركز والتحرك على الرغم من أنهم من اللاعبين أصحاب الخبرة الكبيرة. وعلى الصعيد الفردي فقد شاهدت بارزالي، وهو أفضل مدافع إيطالي خلال الموسمين الماضيين، يعاني من صعوبات بالغة لم يختبرها من قبل لدرجة أن برانديللي قرر منحه راحة وأعفاه من المشاركة في إحدى المباريات. وتأرجح أداء كيلليني ما بين الجيد والسيئ، لكنه كان يمثل صمام الأمان على أي حال في هاتين المباراتين. ويتمتع ظهيرا الدفاع بمهارة جيدة في التقدم والأداء الإيجابي لكنهما يواجهان بعض الصعوبات في الشق الدفاعي لا سيما في المواجهات الفردية، وهو ما يظهر بصورة واضحة في أداء ماجيو على الأخص. واعتاد أباتي ودي شيليو أيضا التحرك في خط دفاع من أربعة لاعبين، لكن دي شيليو الذي يؤدي دائما بشكل راقٍ ظهر في حالة غير مطمئنة أمام اليابان.

وبالنظر إلى الأهداف التي دخلت مرمى الآزوري أرى أن من الضروري إعادة النظر في أداء الدفاع من وضع الثبات حيث ترك لاعبونا أنفسهم فريسة للمفاجأة؛ سواء أمام اليابان أو البرازيل. ويحتاج الأمر إلى المزيد من التركيز والاهتمام واليقظة، وينبغي على لاعبي الآزوري أن يتعلموا من أخطائهم لأن بعض هذه الأخطاء تبقى مرجعية ثابتة وتؤثر على نتائج الفريق. ولا شك أن اللعب بدفاع متقدم يزيد من نسبة الخطورة التي يتعرض لها المنتخب (ولم يكن من قبيل المصادفة إذن أن يأتي الهدف الأول للبرازيل من تسلل)، ويصعب التوصل لعلاج وقتي لهذه المسألة، بل يجب على لاعبي الدفاع أن يتنبهوا لطريقة تحركهم معا. ولا يتمتع خط الوسط أيضا بحالة مميزة حاليا (رغم أن أداءه تحسّن كثيرا في الشوط الثاني أمام البرازيل) وهو ما يجعله يعاني بشدة ويؤثر ذلك دون شك على أداء الدفاع.

ونأتي بعد ذلك إلى بوفون، ذلك الحارس الناضج صاحب الخبرة الذي يدرك جيدا عندما يجيد وعندما يخفق. لقد أخطأ بوفون في هدف نيمار كما يتحمل جزءا من المسؤولية في الهدف الأخير للبرازيل. وأعتقد أنه يتحمل مسؤولية أكبر في الهدف الأخير، حيث كان يجب أن يتحرك بشكل جانبي، بينما تقل مسؤوليته في الهدف الذي جاء من الضربة الثابتة لأن جياكيريني تحرك وحجب عنه رؤية الكرة. لكن بوفون تألق في صد هجمتين أو ثلاث هجمات خطيرة في الشوط الأول وأظهر أداء راقيا ولا يمكن التشكيك فيه. والسؤال المهم الذي يجب أن نسأله لأنفسنا حاليا هو كيف يمكن مواجهة إسبانيا؟ لا يجب أن يتم ذلك من خلال «كرة قدم هادئة» مثلما يقولون هنا في البرازيل، أي من خلال طريقة الكاتيناتشو (السلسلة) الدفاعية التقليدية الشهيرة. فكرة القدم الإيجابية التي أظهرها الآزوري حتى الآن يمكن أن يؤديها مع أي فريق ولكن ليس الفريق الإسباني لأن اللعب مع الإسبان بطريقتهم نفسها يؤدي للخسارة، نظرا لكونهم أكثر مهارة في تبادل الكرة.