إيطاليا تثق في المدربين الشباب أكثر من اللاعبين

ألبرتو تشيروتي

TT

لا يوجد تفسير واحد للإجابة على هذا السؤال الذي ورد إلينا من أحد قراء جريدة «لاغازيتا». وكنا خلال الأسبوع الماضي وبناء على رسالة من قارئ آخر قد وضحنا قلة اعتماد الأندية الإيطالية على لاعبي منتخب تحت 21 عاما وهو ما اشتكى منه الكثيرون وعلى رأسهم نائب رئيس اتحاد الكرة الإيطالي ألبرتيني ومدرب المنتخب تحت 21 عاما مانجيا. ومع تمنياتنا بأن يتغير هذا الوضع قريبا نؤكد أن هناك سببين لقلة الاعتماد على الشباب في إيطاليا وهذان السببان مرتبطان بصورة وثيقة.

إن أحدا لا يتحلى بالصبر ونظرا لأن جميع الأندية تتعجل الفوز وتسعى لتحقيقه بأسهل الطرق فهم يعتمدون على لاعبين ناضجين ويفضلون أن يكونوا من الأجانب كنوع من الدعاية الإعلامية أمام الجماهير؛ فوجود لاعب برازيلي، حتى لو كان شابا ناشئا، يضمن لأي نادٍ خلال شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) التواجد الدائم على صفحات الصحف أكثر من أي لاعب إيطالي شاب من قطاع الناشئين.

ومع التسليم بأن الأمر يحتاج لتوازن كبير حيث إن اللعب بفريق من 11 لاعبا ناشئا دون خبرة لا يمكن أن يحقق أي إنجاز أو بطولة، تستفيد الأندية واللاعبون الناشئون دون شك من الدفع بأي لاعب شاب بشكل تدريجي في فرقها، وهو ما يؤكده فريق برشلونة الذي لا يرسل لاعبيه الشباب «لاكتساب الخبرة» في الأندية الصغيرة لأن نضج هؤلاء الشباب بالقرب من اللاعبين الكبار يعود بفائدة أكبر على الفريق. ولم يكن من قبيل المصادفة إذن أن لاعبا شابا مثل بوسكيتس قد حصل على الفرصة وأثبت جدارته عند إصابة اللاعب الأساسي والمتميز يايا توريه عندما منحه المدرب غوارديولا فرصة المشاركة على ملعب تشيلسي في مباراة العودة بالدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا عام 2009 وكان عمره حينها لا يتجاوز 20 عاما وشارك في مركز هام وحساس للغاية هو قلب الوسط.

وفي المباراة النهائية أمام مانشستر يونايتد في روما، كان بوسكيتس أحد نجوم اللقاء نظرا لتدربه في الشهور السابقة مع النجمين أنيستا وتشابي وغيرهما. ولم يكن هذا ليحدث أبدا في إيطاليا، إما لأن بوسكيتس كان سيعار إلى أي نادٍ آخر ربما في دوري الدرجة الثانية أو لأن المدربين كانوا سيفضلون عليه أي لاعب آخر من أصحاب الخبرة.

لكن الأمور تختلف تماما فيما يتعلق بالمدربين. فالمدرب الشاب في المقام الأول لا يكلف كثيرا وعادة ما يكون التخلص من المدرب الشاب أسهل من التخلص من خمسة أو ستة لاعبين من الشباب. لكن التعميم في هذه الحالة أيضا غير جائز. فليس بالضرورة أن يكون المدرب الشاب، رغم قلة خبرته، أقل براعة وكفاءة من مدرب كبير السن. لكن المسألة تحتاج إلى اتفاق واضح على معنى كلمة «خبرة» لأن مَن ليس لديه خبرة على مقعد التدريب ربما يكون قد اكتسب هذه الخبرة في الملعب. وينطبق هذا على تراباتوني الذي كلفه بونيبرتي بتدريب يوفنتوس وهو في الـ37 مثل ستراماتشوني، لكن تراباتوني حينها كان قد فاز بلقب كأس الكؤوس مرتين مع الميلان وكان قد تولى بالفعل تدريب الميلان رغم أن تاريخه كمدرب لم يتجاوز بضع مباريات.

وكان بونيبرتي في ذلك الحين يمتلك خبرة لا بأس بها في عالم الكرة وكان أكثر نجومية من تراباتوني نفسه. ويعتبر ستراماتشوني في هذا الصدد هو حالة منفردة، فهو لم يكن يمتلك الخبرة كمدرب أو كلاعب وقد ظهرت، بل لم تظهر، النتائج. وكان مونتيلا مهاجما مميزا وأثبت بالفعل كفاءته في قطاع الناشئين بروما وبعد ذلك في كاتانيا.