جهاز الاستقبال والتمرير في الهلال!

عادل عصام الدين

TT

قرر الجهاز الفني في نادي الهلال الاستعانة بتقنية «فوتبوناوت» footbonaut للمساعدة على تطوير مهارتي الاستقبال والتمرير، وذلك بعد النجاح الذي حققته بعض الفرق الألمانية لكرة القدم في هذا الجانب. وفي ظني أن القرار جيد، ولا سيما أن التكلفة ليست كبيرة، حيث لا يزيد المبلغ على مستحقات نجمين من نجوم الفريق في عام واحد. والحقيقة أن اللاعب السعودي لا يعاني ضعفا شديدا في مهارتي الاستقبال والتمرير والتصويب فقط، بل في المهارة الجماعية، وحيث إن الجانب التقني في كرة القدم ينقسم إلى فردي وجماعي، فإن غرفة «فوتبوناوت» لن تساعد إلا في الجانب الفردي، على الأقل في الوقت الحاضر، ولا يعرف المرء ما يخبئه المستقبل في ظل التقدم العلمي المذهل واستفادة الرياضة التنافسية من ذلك، وقد يستطيع العلم مستقبلا الإسهام في تطوير أو المساعدة على تحسين الجانب المهاري الجماعي.

ومع أن اللاعب العربي عموما والسعودي خصوصا يعاني على مستوى مهارتي الاستقبال والتسليم، فإن المعاناة الأكبر كما أرى تتمثل في الجانب الجماعي، حيث الخلل الفني الكبير في التموضع وقراءة التحركات والحركة من دون كرة.

ومن يشاهد لاعبينا يدرك مدى ما يتمتعون به من مهارات عالية جدا في المراوغة والمهارات الفردية ومداعبة الكرة والاستعراض بها، وأزعم أن السعوديين من أفضل لاعبي العالم في المراوغة والاستعراض الفردي، لكن هذه البراعة ليست مفيدة في ظل الكرة الجماعية الحديثة، ولذلك تخلى ملوك المهارة الفردية في العالم «البرازيليون» عن هذه النزعة الفردية بعد أن وجدوا أن الاستعراض قد يمتع المشاهدين لكنه لا يحقق الانتصارات. صحيح أن المقدرة الفردية عامل مساعد مهم بدليل ما حققه برشلونة بقيادة ميسي وشافي وإنييستا في السنوات الأخيرة، لكن التقنية الجماعية تظل هي الأهم في كرة القدم الحديثة.

أتوقع أن يستفيد الهلاليون كثيرا من غرفة تطوير «الاستقبال والتسليم»، وأن تحذو بقية الأندية حذو الهلال، وستظل كرة القدم السعودية بحاجة للكثير لمعرفة أفضل السبل لكيفية إجادة التحكم في الكرة.

ولي عودة للحديث بتوسع عن التحكم في كرة القدم الحديثة.

[email protected]