مايكون أهم صفقات روما هذا الموسم

نيكولا تشيتشيري

TT

لقد استقبلت جماهير روما البرازيلي مايكون بالترحيب والعناق وأظهرت حماسا كبيرا تجاهه منذ اللحظة الأولى وكأنه أحد لاعبي الحرس القديم في الفريق وليس وافدا جديدا على ناد كان دائما من أشد خصومه ومعارضيه في الماضي عندما كان لاعبا في الإنتر يفوز بجميع البطولات، بينما كان روما خصمه الأول والعنيد. كان مايكون أحد أبرز نجوم الإنتر الذي حقق جميع البطولات، وحتى عام 2010 الذي توج فيه بالألقاب والأمجاد والأموال مع الإنتر. وحقق خلاله اللاعب البرازيلي أيضا إنجازا شخصيا مهما، حيث حصل على لقب أفضل مدافع من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. ولعل مايكون كان في ذلك الحين هو أفضل متخصص في الجانب الأيمن في العالم.

لكن الأمور سارت بشكل مختلف بعد ذلك وكأن النجاح قد أعطى ظهره لمايكون، فقد تعرض لإصابتين (الأولى في الركبة في موسم 2011 - 2012، والثانية في الكاحل بعد انضمامه إلى مانشستر سيتي)، وبعد أن وصل إلى القمة بسرعة كبيرة بدأ يسير في طريق الهبوط بسرعة أكبر. وتخلص الإنتر من مايكون رغما عنه، نظرا لما قدمه له في السابق من أداء رائع، بعد أن تلقى عرضا متواضعا من مانشستر سيتي الإنجليزي (3.5 مليون يورو فقط) من أجل التخلص من عبء راتبه الباهظ (أكثر من 5 ملايين يورو)، واعتقد مسؤولو الإنتر أن المدافع البرازيلي الآخر جوناثان يستطيع تعويض غياب مايكون. ومع الأخذ في الاعتبار أن المرحلة الثانية من مشروع الإنتر الفني لم تتم، وأن صفقة شراء مايكون من بايرن ميونيخ عام 2006 مقابل 6 ملايين يورو، (بالإضافة إلى جوليو سيزار وكامبياسو دون مقابل)، كانت من أنجح صفقات الإنتر تحت قيادة برانكا ومانشيني، ينبغي أن نقر بكل صدق بأن نادي روما قد دخل في رهان كبير بعدما نجح في إعادة مايكون إلى إيطاليا، في صفقة مفاجئة حظيت باهتمام إعلامي كبير.

إن مايكون لم يشارك مع مانشتر سيتي إلا قليلا (13 مباراة، من بينها مباريات دوري أبطال أوروبا) ولم يظهر قوته ومهارته وأداءه الخططي المميز مع الفريق الإنجليزي. فقد ظهر مايكون بصورة مشوشة في مانشستر، ولذلك فإنه يحتاج الآن إلى عملية إعادة بناء على الصعيد البدني وربما أيضا بشكل عام. ويحتاج مايكون إلى برنامج خاص وشاق لإعادة التأهيل، سواء داخل الملعب أو خارجه. وظهر ذلك بوضوح لبعض الصحافيين الإيطاليين الذين كانوا يتابعون مايكون باستمرار خلال الموسم الماضي في مانشستر للوقوف على أسباب تدهور مستواه أو بالأحرى أسباب غيابه التام عن الساحة في دوري مهم وساخن مثل الدوري الإنجليزي. لكن الأمر ليس خطيرا مثلما قد يظن البعض. وينبغي فقط إعادة لياقة اللاعب البرازيلي إلى مستويات تتفق مع الجهد الذي ينبغي أن يبذله في الملعب.

وإذا نجحت عملية إعادة تأهيل مايكون بدنيا ومعنويا بشكل سريع، فسيتمكن نادي روما من التفاخر بأنه قد أبرم صفقة مهمة في سوق الانتقالات، وسوف يجد المنتخب البرازيلي نفسه في عام المونديال أمام لاعب مميز ورائع. لكن حدوث ذلك يعتمد بالتأكيد بدرجة كبيرة على مايكون نفسه. ونحن هنا في إيطاليا سنكون سعداء للغاية برؤية أفضل مدافع يشارك في الهجوم وبناء الهجمات مرة أخرى. وهذا هو ما كان يمثله مايكون بالنسبة للإنتر عندما كان أحد أعمدته الرئيسة.