أوجاع الفرق الشعبية

محمود تراوري

TT

(بس يبو عمر الاتحاد كان دايخ). (كل الفرق تراها دايخة السنة، لا تقهرني خليني افرح شوية).

وأبو عمر ستيني من هنداوية جدة، ولفترات طويلة، أظل أخمن أنه ربما يكون الجداوي الوحيد الذي يعشق الوحدة بجنون.

أبو عمر ينتمي للطبقة الكادحة، ولأمر ما، انتقل قبل سنتين من الهنداوية حارته العتيقة إلى (النزلة) جنوب جدة.

يقول: ظللت سنتين، أجلس مع «العيال» في المركاز ولم يعرفوا أنني وحداوي إلا أمس فقط، حين أدهشتهم كمية الاتصالات والمسجات التي ظلت تنهال عليه منذ أعلن الحكم نهاية المباراة، وحصد الوحدة أول ثلاث نقاط في دوري زين الفائت بتغلبه على الاتحاد، وتحقيقه فوزا ظل عصيا وصعب المنال سنوات طويلة على الغريم التقليدي، رفيق الدرب الذي لم ينج هو الآخر من الإحن، ويبدو أن هذا مصير الفرق الفائقة الشعبية.

بعيدا عن ضعف الفرق والدوري الموسم الفائت من عدمه، أحاول أن أنثر شيئا مما قاله أبو عمر، وهو يأسف لرفض زيادة فرق دوري (جميل) المقبل. كل شيء انتهى الآن، ولم يشفع فوز الوحدة على الاتحاد له بالاستمرار مع الكبار، بل هبط سريعا، وعاد إلى الدرجة الأولى، على يد (القدير إعلاميا) علي داود الذي رضي أن يكون موظفا لدى صالح كامل برتبة (رئيس ناد)، وكأن النادي فرع لإحدى شركات كامل، الذي خلع هو الآخر قبل يومين الوحدة من رأسه، معلنا انسحابه، ليعود النادي العتيق إلى المربع الأول في دائرة الصراعات، واللااستقرار الإداري، ما يثير مخاوف محبي النادي المتمسكين بعشقهم من عينة (أبو عمر) الذين تراودهم هواجس أن يلقى النادي مصير (حراء) ويهبط إلى ما دون الأولى، في ظل مسار ظل متعثرا سنوات طويلة بسبب كم هائل من النرجسية، والادعاءات والأكاذيب والفرقة والتفرقة والتمييز، والتضليل، الذي أدى بالضرورة إلى تزييف وعي الجماهير، وتشتيت كل المحبين، وحصر محبة ومسؤولية النادي في أقلية محدودة، استحوذت على مقدراته، وربما صادرت تاريخه، لتبقى المفارقة أن ناديا في واحدة من أغنى وأهم المدن اقتصاديا، يعاني الفقر والفاقة، بسبب سوء التدبير، وفقر في الوعي وقصور معرفي، يطوق تصريف أموره، وأشياء أخرى لا تكتب ولكن يعرفها (المكاكوة) جيدا!

سنعود نسمع صراخا، وضجيجا، والموسم على الأبواب، وربما لن يتنبه أو يصحو عليه الوحداويون إلا وهم يقارعون بؤسا في مجاهيل (ركاء).

أبو عمر الآن، يمسح على قلبه، وأسمعه يهمس بخفر (أوه يا وحدة).